إنك تكفلت برزقي ورزق كل دابة يا خير مدعو ويا خير من أعطى ويا خير من سئل ويا أفضل مرتجى افعل بي كذا وكذا.
٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن إسماعيل بن عبد الخالق قال أبطأ رجل من أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله عنه ثم أتاه فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله ما أبطأ بك عنا فقال السقم والفقر فقال له أفلا أعلمك دعاء يذهب الله عنك
______________________________________________________
دابة إلا على الله رزقها ) (١) وقلت ( وفي السماء رزقكم وما توعدون ) (٢) ثم قلت ( فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ) (٣) ومثله كثير « يا خير مدعو » إلى آخره قيل تفضيله تعالى على الغير في هذه الأفعال بالنظر إلى عادة الناس وضعف عقولهم حيث يثبتون أصل تلك الأفعال في الجملة لغيره أيضا فحثهم على الرجوع إليه بأنه أكمل فيها من غيره ، وإلا فلا نسبة بين الخالق والمخلوق ولا بين فعله وفعلهم حتى يجري فيه معنى التفضيل ، والرجاء والارتجاء ضد اليأس ، وقوله « افعل بي كذا وكذا » فيه إشعار بأن هذا الدعاء لا يختص بتعجيل الرزق بل هو لكل حاجة وإن كان بالرزق أنسب.
الحديث الثالث : حسن كالصحيح.
وتعدية الإبطاء بعن لتضمين معنى التخلف والباء في بك للتعدية وتقديره يذهب الله به عنك لم يتخذ ولدا رد على اليهود والنصارى والمشركين فيما قالوا في عزيز والمسيح والملائكة وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ ، قال البيضاوي : في الألوهية وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِ أي ولي يواليه من أجل مذلة به ليدفعها عنه بموالاته تفي عنه أن يكون له ما يشاركه من جنسه ومن غير جنسه اختيارا أو اضطرارا وما يعاونه ويقويه ورتب الحمد عليه للدلالة على أنه الذي يستحق جنس الحمد لأنه كامل الذات المتفرد بالإيجاد المنعم على الإطلاق وما عداه ناقص مملوك نعمة
__________________
(١) هود : ٦.
(٢) الذاريات : ٢٢.
(٣) الذاريات : ٢٣.