.................................................................................................
______________________________________________________
إلا لهم لأنه نادر جدا وطريقه ضيق والطالب له طالب لضيق معيشته ، فما وقع في بعض الأدعية من طلبه ، فالمراد به ما هو بمعنى الطيب وكأنه عليهالسلام علم أن مراد الداعي بالحلال المعنى الأخص ، فلذا نهاه عن ذلك ، أو علمه كيف ينبغي أن يقصد وقت الدعاء.
ويؤيد هذه الوجوه ما روي أن أمير المؤمنين عليهالسلام كان يجعل فطوره في حيرة ويختم عليها لئلا يدخله غير الحلال.
لكن يرد عليه أن الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم كانوا يجيبون دعوة من دعاهم إلى طعامهم ويأكلون منه مع أنه كان مخلوطا غالبا.
ويمكن أن يجاب بوجوه : ( الأول ) أنه تعالى خلق جميع الدنيا لهم ، وهم أولى بأنفس الناس وأموالهم منهم ، فلذا يحل لهم دون غيرهم.
( الثاني ) أن الله تعالى يصرف الشبهة ولا يأكلون إلا الحلال الصرف ، وإن كان في بيوت غيرهم ، كما روي أن المشركين أحضروا إطعاما حراما عند النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فلما رفع اللقمة وأراد أن يأكله صرف الله يده عن فمه إلى جهة أخرى ولم يقدر على أكله وأحضروا الحلال فقدر على أكله كما روي في تفسير الإمام عليهالسلام.
( الثالث ) أن يخص ذلك بما حصلوه بسعيهم وأكلوه في بيوتهم وغير ذلك نادر.
( الرابع ) إن يقال : ما يأكلونه في بيوت غيرهم إما أن يكون من أموال الكفار وهو عليهم حلال ، أو من أموال المؤمنين ولا ريب أنهم راضون بذلك بطيب أنفسهم.
ثم اعلم أنه اختلف الأصحاب في أنه هل بين الحلال والحرام منزلة أم لا ، وعلى تقديرها هل هي موصوفة بالحرمة أو الكراهة ، ثم إنها ما هي فذهب جماعة إلى أنه لا منزلة بينهما فكلما دل الدليل على حرمته فهو حرام ، وكلما لم يدل