وعطاء غير ممنون ثم لا تشغلني عن شكر نعمتك بإكثار منها تلهيني بهجته وتفتني
______________________________________________________
وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) وأقول : قد مر تحقيق أنواع الفضل ، وقيل : الإضافة في قوله ـ من سيب فضلك ـ من باب جرد قطيفة ، ومن للابتداء أو التعليل ، وتشبيه النعمة بالمطر مكنية والإفاضة تخييلية وسيب الفضل ترشيح يعني أفرغ علي من فضلك الجاري على الخلق نعمة كاملة وافية للدنيا والآخرة.
« وعطاء غير ممنون » أي غير مقطوع أو غير ممنون علي يمن به أحد من خلقك ذكرهما المفسرون في قوله تعالى ( لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ) وفي القاموس غير محسوب ولا مقطوع ، وفي القاموس الشغل بالضم وبضمتين وبالفتح وبفتحتين ضد الفراغ وشغله كمنعه شغلا ويضم وأشغله لغة جيدة أو قليلة أو رديئة واشتغل به وشغل كعني عن شكر نعمتك أي هذه وغيرها ويندرج في الشكر عليها الإتيان بطاعاته والاجتناب عن منهياته بإكثار منها الباء للسببية وأشار بذلك إلى أن مطلوبه هو الكفاف تأكيدا لما سبق تلهيني بهجة اللهو اللعب والإعجاب وحب الباطل والغفلة عن الحق ، وألهاه بعثه على اللهو وأوقعه فيه ، والبهجة الحسن والنضارة والفرح والسرور والإضافة إلى السبب والضمير للإكثار ، والجملة صفة له ، وفيه إيماء إلى قوله تعالى أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ.
« وتفتنني » في القاموس الفتنة بالكسر الخبرة وإعجابك بالشيء ، فتنة يفتنه فتنا وفتونا وافتنه والضلال والإثم والكفر ، والفضيحة والعذاب ، وإذابة الذهب والفضة والإضلال والجنون والمحنة والمال والأولاد واختلاف الناس في الآراء وفتنة يفتنه أوقعه في الفتنة كفتنه وافتنه فهو مفتن ووقع فيها لازم متعد كافتتن فيهما انتهى.
والمراد هنا الإيقاع في الفتنة والضلال عن الحق والخروج عن الطاعة ، وزهرات زهرته الزهرات بالفتحات جمع الزهرة ، وفي القاموس الزهرة بالفتح و