وألبسني درعك الحصينة واخبأني في سترك الواقي وأصلح لي حالي وصدق قولي
______________________________________________________
وشهواتها ورفعة نعيم الآخرة ودرجاتها لا يبالي من أكل الدنيا.
الثاني : أن يكون تأكيدا للفقرة السابقة أي واعصمني من شر حسد الحاسدين باطمينان قلبي بالتوكل على الله والتفويض إليه وعدم الاعتناء بشأن الحسد فإن غالب تأثير الحسد في العين ، وورد أن علاجه التوكل ، وقد جرب أن من لا يعتني بها لا تضره ومن تزلزلت نفسه بها أثرت فيه ، أو التوسل بذكره تعالى والأدعية والتعويذات تدفعه ، وهو المراد بالسكينة.
الثالث : أن تكون الباء للملابسة أي تكون عصمتي من حسد الغير ، أو الحسد للغير متلبسا بالسكينة إذ يمكن أن تكون العصمة عن الحسد أو شره مع تزلزل الخاطر وعدم طمأنينة النفس.
الرابع : ما قيل أن المعنى اعصمني من ذلك بما يسكن قلبي من شره ، ولعل المقصود بالفقرة الأولى سلب إرادة الحاسد من إيصال المكروه إليه وبالفقرة الثانية إعطاء المحسود ما يسكن قلبه ويأمن من وصول شر الحاسد إليه « وأجنني » على بناء الأفعال بالجيم والنون المشددة ، في المصباح أجنة الليل وجن عليه من باب قتل ستره ، وفي بعض النسخ وأحيني بالحاء المهملة والياء المثناة التحتانية من الحياة وقيل : في الإحياء إشارة إلى أن الشرور قاتلة مهلكة « والستر » بالكسر وهو السائر وبالفتح المصدر والأول أنسب والوقاية من الشرور والمكاره « وأصلح لي في حالي » أي في نفسي « وبيني وبينك وبيني وبين خلقك » وفي هذه العبارة الوجيزة طلب للخيرات الدنيوية والأخروية كلها « وصدق قولي بفعالي » فإن الأعمال شواهد على صدق الأقوال فإن من ادعى الإيمان بالجنة والنار ولم يأت منه ما يقربه من الجنة ويبعده من النار فهذا فعله مكذب لدعواه ومن إياك نعبد وإياك نستعين ، وهو يعبد الشيطان والنفس والهوى ويستعين يغيره سبحانه في كل ما يعرض فهذا