هم من أدخل علي همه وادفع عني شر الحسدة واعصمني من ذلك بالسكينة
______________________________________________________
دفع ضرر عيونهم عنه ، وفي التهذيب عيون الكفرة الظلمة الطغاة الحسدة اللهم صل على محمد وآل محمد وأنزل علي منك سكينة إلى آخره.
« واكفني هم من أدخل على همه » هذه الفقرة يحتمل وجهين.
الأول : أن يكون المراد بالهم الحزن والغم والإضافة إلى الموصول إضافة إلى السبب وإلى الضمير يحتمل أن يكون إضافة إلى السبب أيضا وأن تكون من إضافة المصدر إلى المحل كان يكون رجل مبتلى بالفقر مهتما بذلك ثم أخذ بالظلم مالا من غني فصيره فقيرا مبتلى ببلائه وصار غنيا بماله.
والثاني : أن يكون المراد بالهم القصد وعلى للضرر والمطلوب صرف قصده وإرادته عنه « وادفع عني شر الحسدة » الحاسد يتمنى زوال النعمة عن الغير بالوصول إليه أو مطلقا وهو بتلك الخصلة الذميمة يتفكر في كيفية الإزالة ويتدبر في كل سبب من أسبابها ويتوسل بكل شيء من كل وجه وينبعث من ذلك شرور غير محصورة توجب خراب الديار والأعمار والأعمال من غير أن يكون للمحسود شعور بذلك ، فالالتجاء إليه تعالى لدفع شره من أهم الأمور وأوجبها.
« واعصمني من ذلك بالسكينة » هذا يحتمل وجوها.
الأول : أن يكون المعنى كما سألتك الاستعاذة عن شر الحاسدين لي أسألك أن تعصمني من أن أحسد غيري فإن ذلك أضر والاستعاذة منه أهم وذلك العصمة بأن تلقى في قلبي سكينة وطمأنينة بذكر الله فلا أتعرض لأحوال الخلق ، أو بأن تلقى اليقين في قلبي « حتى أعلم أنه لن يصيبني إلا ما كتبت لي » ولا يصير سلب النعمة عن المحسود سببا لزيادة رزقي وجاهي وغير ذلك ولا يصير حسدي سببا لسلب ذلك عنه ، أو بسكون قلبي إلى نعيم الآخرة وإخراج حب الدنيا منه فإن أقوى بواعث الحسد حب الدنيا ، ونزوع النفس إلى شهواتها فإذا عرف خسة لذات الدنيا