« وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً » فكن بالله عز وجل أوثق منك بغيره ولا تجعلوا في أنفسكم إلا خيرا فإنه مغفور لكم.
٢ ـ عنه ، عن أحمد ، عن علي بن الحكم ، عن منصور الصيقل قال قلت لأبي عبد الله عليهالسلام ربما دعا الرجل بالدعاء فاستجيب له ثم أخر ذلك إلى حين
______________________________________________________
رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً » (١) وقد روى علي بن إبراهيم بإسناده عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليهالسلام أنه قال : أنزل الله هذه الآية في شيعة ولد فاطمة خاصة ، فإذا لم يستجب لهم في الدنيا ينبغي أن لا يقنطوا من رحمة الله في الآخرة لأنه وعدهم غفران الذنوب في الآخرة ، فإذا لم يقض حوائجهم في الدنيا ينبغي أن لا ييأسوا ولا يقنطوا ويرجوا العوض في العقبى ، وقال في سورة البقرة : ( الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ ) (٢).
فإذا عرفت حقارة الدنيا وقد وعدك الله المغفرة والفضل اللذين هما أعظم منها فلا تبال بعدم حصول مقصودك في الدنيا ، واعلم أن عدم قضاء حاجتك في الدنيا لعلمه بأنه ليس صلاحك في قضائها فلا تقنط من رحمة الله ولا تظن به إلا خيرا ولا تشك في أن الله سبحانه ينجز وعده وإن لم يظهر لك في الدنيا أثره.
وفي هذا الخبر فوائد كثيرة وحقائق غزيرة لمن نظر فيها بعين اليقين.
الحديث الثاني : مجهول.
وفي القاموس : صقله جلاء فهو مصقول وصقيل ، والصيقل : شحاذة السيوف وجلاؤها « ربما دعا الرجل » فيه تقدير استفهام وثم للتعجب. وكان المراد بالاستجابة هنا تقديرها ، وذلك إشارة إلى حصولها وظهور أثرها ، وقيل ، إشارة إلى الإجابة المفهومة من الاستجابة ولا يظهر الفرق بينهما في اللغة.
قال الجوهري : الإجابة والاستجابة بمعنى ، يقال : استجاب الله دعاءه ، وقال الكرماني في شرح البخاري : في قوله : من يدعوني فاستجيب ، السين ليست للطلب بل
__________________
(١) الزمر : ٥٣.
(٢) البقرة : ٢٦٨.