سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال لا يزال المؤمن بخير ورجاء رحمة من الله عز وجل ما لم يستعجل فيقنط ويترك الدعاء قلت له كيف يستعجل قال يقول قد دعوت منذ كذا وكذا وما أرى الإجابة.
٩ ـ الحسين بن محمد ، عن أحمد بن إسحاق ، عن سعدان بن مسلم ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال إن المؤمن ليدعو الله عز وجل في حاجته فيقول الله عز وجل أخروا إجابته شوقا إلى صوته ودعائه فإذا كان يوم القيامة
______________________________________________________
والحاصل أنه ينبغي أن لا يفتر عن الدعاء لبطء الإجابة فإنه إما أن يكون التأخير لعدم المصلحة في هذا الوقت فسيعطى ذلك في وقت متأخر في الدنيا أو سوف يعطى عوضه في الآخرة ، وعلى التقديرين فهو في خير لأنه مشغول بالدعاء الذي هو أعظم العبادات ويترتب عليه أجزل المثوبات ، ورجاء رحمة في الدنيا والآخرة وهذا أيضا من أشرف الحالات.
الحديث التاسع : مجهول بل حسن ، لأن الشيخ قال في سعدان له أصل.
و « شوقا » مفعول له لقوله فيقول وضمير « أنه » للشأن أو راجع إلى المؤمن ، ومن في قوله « مما » للسببية ، وفي قوله : من حسن ، للبيان ، وقيل : الشوق إنما يتعلق بشيء أدرك من وجه ولم يدرك من وجه آخر ، فإن غير المدرك أصلا ، والمدرك من جميع الوجوه لا يتصور الشوق إليه فإن من غاب عنه محبوبة وبقي عنده خياله يشتاق إليه وكذا لو رآه لم يتصور أن يشتاق إليه إلا أن يراه من وجه دون وجه ، كان يرى وجهه دون شعره ويراه في ظلمة ، فإنه حينئذ يشتاق إلى استكمال رؤيته بإشراق الضوء عليه ، ففي كل مشتاق جهتان جهة إدراك وجهة جهل فالشوق نقص وهو ممتنع عليه سبحانه. وأجيب بأن الشوق يستلزم المحبة وإذا نسب إليه سبحانه يراد به ذلك اللازم.
وأقول : المحبة أيضا فيه عز وجل مجاز وحاصله أنه سبحانه يعلم صلاح العبد في تأخير الإجابة وكثرة الدعاء فيؤخرها ليكثر دعاءه ويثيبه على ذلك ، فما