فقال يا رسول الله صلىاللهعليهوآله إني أجعل لك ثلث صلواتي لا بل أجعل لك نصف صلواتي لا بل أجعلها كلها لك فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا تكفى مئونة الدنيا والآخرة.
٤ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن سيف ، عن أبي أسامة ، عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله عليهالسلام ما معنى أجعل صلواتي كلها لك فقال يقدمه بين يدي كل حاجة فلا يسأل الله عز وجل شيئا حتى
______________________________________________________
المقربين في قوله تعالى : ( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ ) (١) فإنه يؤدي هذا دعاءه لنفسه ، انتهى.
وقال بعضهم : « كم أجعل لك من صلاتي » هي هنا الدعاء والورد ، يعني لي زمان أدعو فيه لنفسي فكم أصرف من ذلك الزمان في الدعاء لك. قوله : « أجعل لك صلاتي كلها » أي أصلي عليك بدل ما أدعو به لنفسي. وفيه : أن الصلاة على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أفضل من الدعاء لنفسه لأن فيه ذكر الله وتعظيم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ومن شغله ذكره عن مسألة أعطي أفضل ويدخل فيه كفاية ما يهمه في الدارين.
قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إذا تكفى » إذن جواب وجزاء ، والمؤنة ما يحتاج إليه وفيه صعوبة أي إذا كان الأمر كما ذكرته يكفيك الله مؤنتك في الدنيا والآخرة ، فحذف الفاعل وأقيم المفعول الأول مقامه.
وفي النهاية : كفاه الأمر إذا قام مقامه فيه ، وقال الجوهري : المؤنة يهمز ولا يهمز وهي فعولة ، وقال الفراء : هي مفعلة من الأين وهو التعب والشدة ، ويقال : مفعلة من الأون وهو الخرج والعدل لأنه ثقل على الإنسان ومانت القوم أمانهم مانة إذا احتملت مؤنتهم ، وقال : كفاه مؤنته كفاية وكفاك الشيء يكفيك ، واكتفيت به واستكفيته الشيء فكفانيه.
الحديث الرابع : صحيح أيضا. وقد عرفت معناه في أول الوجوه التي ذكرناه في الخبر السابق. وكان غرضه عليهالسلام الرد على العامة فيما فهموه من الرواية التي
__________________
(١) الأحزاب : ٥٦.