حرم الله ، إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لا يستحلون حراما ، فاردد قدامة (١)
____________________
(١) كان استعمله عمر بن الخطاب على البحرين ، فقدم الجارود العبدى من البحرين على عمر بن الخطاب فقال : يا أمير المؤمنين ان قدامة شرب فسكر ، وانى رأيت حدا من حدود الله حقا على أن أرفعه اليك ، قال عمر : من شهد معك؟ قال : أبوهريرة ، فدعا أبا هريرة فقال : بم تشهد؟ فقال : لم أره يشرب ، ولكنى رأيته سكران يقئ ، فقال عمر : لقد تنطعت في الشهادة.
ثم كتب إلى قدامة أن يقدم عليه من البحرين ، فقدم ، فقال الجارود لعمر : أقم على هذا كتاب الله فقال عمر : أخصم أنت أم شهيد؟ فقال : شهيد ن قال : قد أديت شهادتك ، فسكت الجارود ثم غدا على عمر فقال : أقم على هذا حد الله عزوجل ، فقال عمر : لتمسكن لسانك اولاسوءنك ، فقال : يا عمر ، والله أقم ما ذلك بالحق يشرب ابن عمك الخمر وتسوءنى؟ فقال أبوهريرة : ان كنت تشك في شهادتنا فأرسل إلى ابنة الوليد امرءة قدامة ، فسلها ، فأرسل عمر إلى هند بنت الوليد ينشدها ، فأقامت الشهادة على زوجها.
فقال عمر لقدامة : انى حادك قال : لو شربت كما يقولون ، ما كان لكم أن تحدونى ، فقال عمر : لم؟ قال قدامة : قال الله عزوجل : « ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا اذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات » فقال عمر : أخطأت التأويل لو اتقيت الله اجتنبت ما حرم الله.
ثم أقبل عمر على الناس فقال : ماذا ترون في حد قدامة؟ فقال القوم : لا نرى ان تجلده ما كان مريضا فسكت على ذلك أياما ، ثم أصبح يوما وقد عزم على جلده ، فقال لاصحابه ما ترون في جلد قدامة؟ فقالوا : لا نرى أن تجلده ما كان مريضا ، فقال عمر : لان يلقى الله تحت السياط أحب إلى من ألقاه وهو في عنقى ، ائتونى بسوط تام ، فأمر عمر بقدامة فجلد ، فغاضب قدامة عمر وهجره. الخبر ، وفى آخره أن عمر واصله واعتذر منه ثم استغفر له لاجل رؤيا رآها.
كذا نقلوه في ترجمة قدامة ( راجع الاصابة والاستيعاب واسد الغابة ) لكنهم ارادوا أن يستروا على جهل امامهم فتهافتوا ونقضوا حديثهم بما شوه به وجه عمر :