ينظرون * إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فان الله غفور رحيم * إن الذين كفروا بعد ايمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم واولئك هم الضالون * إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الارض ذهبا ولو افتدى به اولئك لهم عذاب أليم ومالهم من ناصرين (١).
____________________
لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون » هود : ١٦ ، و قال حاكيا عن موسى (ع) حين قال قومه « اجعل لنا الها كما لهم آلهة » : « ان هؤلاء متبر ماهم فيه وباطل ما كانوا يعملون » الاعراف : ١٣٩ ، كما عبر عنهم كثيرا بالمبطلين.
وقولهم في توجيه ما رود من ذلك في الايات « أنها صارت بمنزلة مالم يكن لايقاعهم اياها على خلاف الوجه المأمور به ، وأن الثواب في علمه تعالى على ذلك العمل مشروط بعدم وقوع الفسق الفلانى أو الكفر بعد الايمان بعده » غير مقبول بعد ما كان العمل في ظرفه صحيحا واجدا لشرائطه ، ففى قوله تعالى « لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبى ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون » الحجرات : ٢ ، حكم يحبط أعمالهم الصحيحة المقبولة التى استحقوا على فعلها الثواب عند الجهر بندائه صلىاللهعليهوآله من دون أن يشعروا أنفسهم بأنهم فعلوا ما يحبط الاعمال.
على أن الايات التى وردت في الحبط كلها تتضمن أن الاعمال المحبوطة كانت صحيحة مقبولة ذات ثواب وجزاء حسن ، والا لم يكن في حبطها ضرر عليهم حيث لم يكونوا لينتفعوا بها قبل الحبط أيضا.
فاذا تحقق معنى الحبط كانت الاية حاكمة بأن من ارتد عن دينه ومات كافرا ، حبطت أعماله وتجب البراءة عنه ، وأما اذا رجع عن ارتداده فهل يقبل توبته أم لا ، فسنتعرض له في الايات الاتية بعدها.
(١) آل عمران : ٨٦ ـ ٩١ والايات نزلت في أهل الكتاب متعرضة لليهود و جحودهم وكفرهم بالنبى صلىاللهعليهوآله بعد بعثته بعد ما كانوا يؤمنون به قبل بعثته ، قال عزوجل :