____________________
« كيف يهدى الله قوما كفروا » بالنبى وبما جاء به من البينات « بعد ايمانهم » به قبلا « و » هم الذين « شهدوا أن الرسول حق وجاءهم » في التبشير ببعثته « البينات ، والله لا يهدى القوم الظالمين » فكفرهم هذا كفر بعد ايمان حيث كان ايمانهم ـ والنبى لم يبعث بعد ـ ايمان حق.
وأما جزاء كفرهم هذا فلعنة الله والملائكة والناس أجمعين خالدين في جهنم لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون.
« الا الذين تابوا من بعد ذلك » أى بعد كفرهم وهى ارتداد واقعا لاول مرة فآمنوا ثانيا « وأصلحوا » ما أفسدوه بانكارهم وعدوانهم من اماتة الحق وصد الناس عن سبيل الله باغوائهم فاعترفوا بان كفرهم وجحودهم ذلك كان عن ظلم وهوى متبع « فان الله غفور رحيم » يقبل توبتهم.
ويتصور مثل ذلك من الكفر بالنبى بعد الايمان بالنسبة إلى الذين لم يؤمنوا به صلىاللهعليهوآله في ظرف يهوديتهم ونصرانيتهم ـ كما في عصرنا هذا ـ اذا دخلوا في الاسلام ثم ارتدوا ، فيكون ارتدادهم هذا كفرا بعد ايمان ان لم يتوبوا قتلوا ، وان تابوا وأصلحوا فان الله غفور رحيم يقبل توبتهم ويتفرع على ذلك لزوم استتابته.
فتلخص من الاية أن توبة المرتد عن دين الله اذا كان من أهل الكتاب انما تقبل للمرة الاولى ، بانهم يستتابون فان تابوا فان الله غفور رحيم ، وان لم يتوبوا بل أصروا على كفرهم وجحودهم ، وازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم بعد ذلك ، واولئك هم الضالون.
فقوله : « ان الذين كفروا بعد ايمانهم » تجديد عنوان لقوله : « قوما كفروا بعد ايمانهم » وقوله « ثم ازدادوا كفرا » تماديهم في الكفر والجحود والاصرار على غيهم وعدوانهم لدين الله ، بعد التوبة بعد الاستتابة أو الفرار عن حوزة الاسلام إلى دار الكفر مثلا والمكر بالمسلمين والفساد في الارض فلن تقبل توبتهم ، ولا يمهلون بعد ذلك ولا يستتابون ، بل يقتلون حيث ظفر بهم.