١ ـ لى : في مناهي النبي صلىاللهعليهوآله أنه نهى عن الكوبة والعرطبة يعني الطبل
____________________
فقدم ذات جمعة ـ وكان ذلك قبل أن يسلم ـ ورسول الله صلىاللهعليهوآله قائم على المنبر يخطب ، فخرج الناس فلم يبق في المسجد الا اثنا عشر رجلا وامرءة.
فقال صلىاللهعليهوآله : لولا هؤلاء لسومت عليهم الحجارة من السماء وأنزل الله هذه الاية.
أقول : والظاهر من الاية الشريفة ـ حيث أخذ ذلك وصفا لهم ـ أن تلك الفعلة القبيحة تكررت منهم ثم نزلت الاية تعييرا لهم ، ويؤيد ذلك ما نقله في الدر المنثور عن البيهقى في شعب الايمان عن مقاتل بن حيان أنه قال : فبلغنى ـ والله أعلم ـ أنهم فعلوا ذلك ثلاث مرات ، وهكذا نقل الطبرسى في المجمع عن قتادة ومقاتل أنهم فعلوا ذلك ثلاث مرات في كل يوم مرة لعير تقدم من الشام وكل ذلك يوافق يوم الجمعة.
والظاهر من قوله تعالى « تجارة أو لهوا » حيث عطف اللهو على التجارة بأو ، أن اللهو معدود باستقلاله كالتجارة وأن الانفضاص إلى اللهو حين خطبة الصلاة مذموم كما أن الانصراف إلى التجارة حينذاك مذموم ، ولذلك قال بعده « وما عندالله خير من اللهو ومن التجارة » فعد اللهو في قبال التجارة.
وأما ما قيل : « ان اللهو شئ غير مقصود لذاته والمقصود لذاته التجارة وانما خصت التجارة بعود الضمير اليها في قوله » انفضوا اليها « لانها كانت اهم اليهم وهم بها أسر من الطبل ، لان الطبل انما دل على التجارة وقدوم العير » فليس على محله ، فان ضرب الطبل وحدة قصدا لاخبار الناس لا بأس به ، وليس هو من اللهو ، وان كان مع ضرب الطبل معازف اخرى يستلذ بها الناس فهو لهو قطعا لكنه موجب لانصراف الناس عن التجارة أيضا ، وما كان التجار ليفعلوا ذلك ، كما لم ينقل.
فالمعمول على حديث جابر حيث قال : « فاذا كان نكاح ، لعب أهله وعزفوا ومروا باللهو على المسجد » وقد نقل عنه الطبرسى أن المراد باللهو المزامير.
فالمزامير وأمثالها من
المعازف التى يكون الغرض منها ومن سماعها الاستلذاذ