الّتي اشتققتها من مشيتك ، واسألك باسمك الّذي علا ، أن تمن عليّ بواجب شكري نعمتك ، ربّ ما احرصني على ما زهّدتني [ فيه ] (٥) وحثثتني عليه ، إن لم تعنّي على دنياي بزهد ، وعلى آخرتي بتقوى هلكت ، ربّ دعتني دواعي الدّنيا من حرث النساء والبنين ، فأجبتهما سريعاً وركنت إليها طائعاً ، ودعتني دواعي الآخرة من الزّهد والاجتهاد ، فكبوت لها ولم أُسارع إليها مسارعتي إلى الحطام الهامد ، والهشيم البائد ، والسّراب الذّاهب عن قليل ، ربّ خوّفتني (٦) وشوّقتني ، واحتججت عليّ فما خفتك حقّ خوفك ، وأخاف أن أكون قد تثبّطت عن السعي لك ، وتهاونت بشيء من احتجاجك ، اللهم فاجعل في هذه الدّنيا سعيي لك وفي طاعتك ، واملأ قلبي من خوفك ، وحوّل تثبيطي وتهاوني وتفريطي وكلّما أخافه من نفسي ، فرقاً منك ، وصبراً على طاعتك ، وعملاً به يا ذا الجلال والإِكرام ، واجعل جنّتي من الخطأ حصينة ، وحسناتي مضاعفة فإنّك تضاعف لمن تشاء ، اللّهم اجعل درجاتي في الجنان رفيعة ، وأعوذ بك رب من رفيع المطعم والمشرب ، وأعوذ بك من شرِّ ما أعلم ومن شرّ ما لا أعلم ، وأعوذ بك من الفواحش كلّها ما ظهر منها وما بطن ، وأعوذ بك ربّ ان اشتري الجهل بالعلم كما اشترى غيري ، أو السفه بالحلم ، أو الجزع بالصبر ، أو الضّلالة بالهدى ، أو الكفر بالإِيمان ، يا ربّ من عليّ بذلك فإنّك تولّي الصّالحين ، ولا تضيع أجر المحسنين ، والحمد لله ربّ العالمين » .
[ ١٢٥٥٧ ] ١٩ ـ وفيه : ومن ذلك دعاء لمولانا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن ابتداء القتال يوم صفّين ، من كتاب صفّين لعبد العزيز الجلودي من أصحابنا رحمه الله ، قال : فلمّا زحفوا باللّواء ، قال علي ( صلوات الله عليه ) : « بسم الله الرّحمن الرّحيم ، لا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم ، اللّهم إيّاك نعبد وإياك نستعين ، يا الله يا رحمن يا رحيم ، يا أحد يا صمد يا إله محمّد ،
____________________________
(٥) أثبتناه من المصدر .
(٦) في الطبعة الحجرية « خوّلتني » ، وما أثبتناه من المصدر .
١٩ ـ مهج الدعوات ص ٩٦ .