النّسيان فقال : ( وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) (١٥) وقال عزّ وجلّ : ( فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ) (١٦) وقال تعالى : ( وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ) (١٧) وفي كتاب الله ما معناه : معنى [ ما ] (١٨) فرضه الله على السمع وهو الإِيمان .
وأمّا ما فرضه على العينين ، فهو النظر إلى آيات الله ، وغضّ النّظر عن محارم الله عزّ وجلّ ، قال الله تعالى : ( أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ) (١٩) وقال الله تعالى : ( أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ ) (٢٠) وقال سبحانه : ( انظُرُوا إِلَىٰ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ ) (٢١) وقال : ( فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ) (٢٢) وهذه الآية جامعة لابصار العيون وابصار الظّنون ، قال الله تعالى : ( فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) (٢٣) ومنه قوله تعالى : ( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ) (٢٤) معناه لا ينظر أحدكم إلى فرج أخيه المؤمن أو يمكّنه من النّظر إلى فرجه ، ثم قال سبحانه : ( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ
____________________________
(١٥) الأنعام ٦ : ٦٨ .
(١٦) الزمر ٣٩ : ١٧ ، ١٨ .
(١٧) القصص ٢٨ : ٥٥ .
(١٨) أثبتناه من المصدر .
(١٩) الغاشية ٨٨ : ١٧ ـ ٢٠ .
(٢٠) الأعراف ٧ : ١٨٥ .
(٢١) الأنعام ٦ : ٩٩ .
(٢٢) الأنعام ٦ : ١٠٤ .
(٢٣) الحج : ٢٢ : ٤٦ .
(٢٤) النور ٢٤ : ٣٠ .