شعاره ، والصّبر دثاره ، قليل المؤونة ، كثير المعونة كثير الصّيام ، طويل القيام ، قليل المنام ، قلبه تقيّ ، وعلمه زكيّ ، إذا قدر عفا ، وإذا وعد وفى ، يصوم رغباً ويصلّي رهباً ، ويحسن في عمله كأنّه ناظر إليه ، غضّ الطّرف ، سخيّ الكفّ ، لا يردّ سائلاً ، ولا يبخل بنائل ، متواصلاً إلى الإِخوان ، مترادفاً إلى الاحسان ، يزن كلامه ، ويخرس لسانه ، لا يغرق في بغضه ، ولا يهلك في حبّه ، لا يقبل الباطل من صديقه ، ولا يردّ الحقّ من عدوّه ، ولا يتعلّم إلّا ليعلم ، ولا يعلم الّا ليعمل ، قليلاً حقده ، كثيراً شكره ، يطلب النّهار معيشته ، ويبكي اللّيل على خطيئته ، إن سلك مع أهل الدّنيا كان اكيسهم ، وإن سلك مع أهل الآخرة كان أورعهم ، لا يرضى في كسبه بشبهة ، ولا يعمل في دينه برخصة ، يعطف على اخيه بزلّته ، ويرضى (٥) ما مضى من قديم صحبته » .
[ ١٢٦٨٧ ] ٢٣ ـ ثقة الإِسلام في الكافي : عن محمد بن جعفر ، عن محمد بن اسماعيل ، عن عبدالله بن داهر ، عن الحسن بن يحيى ، عن ( قثم أبو قتادة الحراني ) (١) ، عن عبدالله بن يونس ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « قام رجل يقال له : همّام وكان عابداً ناسكاً مجتهداً ، إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهو يخطب ، فقال يا أمير المؤمنين ، صف لنا صفة المؤمن كأننا ننظر إليه ، فقال : يا همام ، المؤمن هو الكيّس الفطن ، بشره في وجهه ، وحزنه في قلبه ، أوسع شيء صدراً ، وأذلّ شيء نفساً ، زاجر عن كلّ فان ، حاضّ على كلّ حسن ، لا حقود ، ولا حسود ، ولا وثّاب ، ولا سبّاب ، ولا غيّاب (٢) ، ولا مرتاب (٣) ، يكره الرفعة ، ويشنأ السّمعة ،
____________________________
(٥) في المصدر : ويرعى .
٢٣ ـ الكافي ج ٢ ص ١٧٩ ح ١ .
(١) في الطبعة الحجرية : قتم بن أبي قتادة الحمراني ، وما أثبتناه من المصدر ومن معاجم الرجال راجع ( معجم رجال الحديث ج ١٤ ص ٧٦ ) .
(٢) في المصدر : عياب .
(٣) وفيه : مغتاب .