ويروي الرواة عن سبب تسميته (البكّاء) عن الإمام جعفر الصادق عليهالسلام أنّه قال : « بكىٰ جدي علي بن الحسين عليهالسلام علىٰ أبيه عشرين سنة ، ما وضع خلالها بين يديه طعام أو ماء إلّا بكىٰ ، فقال له أحد مواليه يوماً : جُعلت فداك يا ابن رسول الله ، إنّي أخاف أن تكون من الهالكين ، فقال : إنّما أشكو بثّي وحزني إلىٰ الله ، وأعلم ما لا تعلمون... .
وقال له مولىً آخر في يوم آخر : «أما آن لحزنك أن ينقضي ولبكائك أن يقلّ ؟ فقال عليهالسلام : ويحك ، إنّ يعقوب النبي كان له اثنا عشر ولداً ، فغيّب الله واحداً منهم ، فابيضت عيناه عليه من كثرة البكاء واحدودب ظهره... وأنا نظرتُ إلىٰ أبي وإخوتي وعمومتي وسبعة عشر شاباً من بني عمومتي مجزرين أمامي كالأضاحي.. ونظرت إلىٰ عمّاتي وأخواتي هائمات في البراري وقد أحاط بهنّ أهل الكوفة وهنّ يستغثن ويندبن قتلاهن ...» ».
وجاء عن أبي عبدالله الصادق عليهالسلام أيضاً أنّه قال : « البكاؤون خمسة آدم ويعقوب ، ويوسف ، وفاطمة بنت محمد ، وعلي بن الحسين ».
وتحدّث المؤرخون عن بكائه عليهالسلام الكثير الكثير ، حتىٰ قيل أنّه ما رأىٰ جزاراً يذبح شاة حتىٰ يدنو منه ويسأله هل سقاها ماءً وحين يقال له نعم ، يبكي ويقول : « لقد ذُبح أبو عبدالله عطشاناً ».
وما يجيئه ضيفٌ ويسأله عن ميّت له ، هل غسّله وكفّنه ؟ ويكون الجواب ، نعم هذا واجب يا ابن رسول الله ، حتىٰ يبكي ويقول : « لقد قُتل والدي غريباً وبقي ثلاثة أيام تصهره الشمس بلا غُسل ولا كفن... ».
وهكذا حتىٰ كاد يفجّر ببكائه
وأسئلته وتعليقاته تلك ، كل معاني الغضب المقدّس في نفوس الأحرار والثوار ويستنهضهم بشكل مباشر أو غير مباشر للثورة علىٰ الظلم والظالمين ، والتمرّد علىٰ أعداء الدين
الذين