ثمّ يلتفت ابن زياد إلىٰ عليّ بن الحسين ويقول : «ما اسمك ؟» قال « علي بن الحسين » قال : «ألم يقتل الله علي بن الحسين ؟» فسكت ، فقال : «مالك لا تتكلم ؟» قال : « كان لي أخ يُقال له علي قتله الناس » !!
فقال ابن زياد : «إنّ الله قتله» فسكت الإمام عليهالسلام.
قال : «مالك لا تتكلم ؟» فقال الإمام علي بن الحسين عليهالسلام : « الله يتوفىٰ الأنفس حين موتها.. وما كان لنفسٍ أن تموت إلّا بإذن الله... ».
ثم غضب ابن زياد فأراد قتله علىٰ جرأته وتجاسره علىٰ الطاغية بتلك الاَجوبة ، فتشبّثت به عمّته زينب وتعلّقت به ، وقالت لابن زياد : « يا ابن زياد ، حسبُك منّا ما أخذت ، أما رويتَ من دمائنا ؟ وهل أبقيت مِنّا أحداً ؟ أسألك الله ـ إن كنت مؤمناً ـ إن قتلته لمّا تقتلني معه.. ».
وقال الإمام عليهالسلام لابن زياد : « يا ابن زياد ، إن كانت بينك وبينهنّ قرابة فابعث معهنّ رجلاً تقيّاً يصحبهنّ بصحبة الإسلام... » (١).
أمّا في الشام وحيث الدور الإعلامي أكثر تأثيراً من قعقعة السيوف وطعن الرماح مع ما يستبطن من فضح وكشف واحتمال تصفية وقتل ، يقف الإمام السجاد عليهالسلام في مجلس يزيد ويلتمس الإذن بالحديث فيُسمح له ، فينبري بعد أن يحمد الله ويثني عليه مسفّهاً الدعاوىٰ الأموية التي حاولت تشويه نهضة أبيه ، وتزييف أهداف ثورته ، قائلاً :
« يا معشر الناس : فمن عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا أُعرّفه
_______________________
إضافة خلاصتها : «فقال لها ـ ابن زياد ـ هذه شجاعة لعمري لقد كان أبوك شجاعاً. فقالت ما للمرأة والشجاعة..». وجاءت كلمة (سجّاعة) بدل كلمة (شجاعة) ، وكلمة (سجّاعاً) بدل كلمة (شجاعاً) في مصنفات الشيخ المفيد البغدادي ١١ : ١٦ طبعة المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد.
(١) الكامل في التاريخ ٣ : ٤٣٥.