فقال الإمام علي بن الحسين عليهالسلام : « ( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ )(١) » (٢).
أو ما رواه الطبرسي في الاحتجاج عن ثقاة الرواة وعدولهم ، قال : أنه لما أُدخل علي بن الحسين زين العابدين عليهالسلام في جملة من حُمل إلىٰ الشام سبايا من أولاد الحسين بن علي عليهالسلام وأهاليه علىٰ يزيد ـ لعنه الله ـ قال له يا علي ! الحمدُ لله الذي قتل أباك !
قال الإمام عليهالسلام : « قتل أبي الناس ».
قال يزيد : الحمد لله الذي قتله فكفانيه.
قال الإمام عليهالسلام : « علىٰ من قتل أبي لعنة الله ، أفتراني لعنت الله عزّ وجلّ ؟ » (٣).
أما موقفه عليهالسلام من المشبّهة والمجسّمة فنجده قد اتّخذ شكل دعاء ، كما في دعائه في التوحيد إذ يقول : « إلهي بدت قدرتك ولم تبد هيئة جلالك.. شبهوك وأنا بريء يا إلهي من الذين بالتشبيه طلبوك ، ليس كمثلك شيء.. فتعاليت يا إلهي عمّا به المشبهون نعتوك » (٤).
ولم يدع الإمام عليهالسلام مناسبة تمر إلّا وأوضح العقيدة الحقّة التي عليها أهل البيت عليهمالسلام ، وهي تنزيه الباري جلَّ شأنه وتعظيمه ، وذلك ما تجده شاخصاً في دعائه الأول والثاني من الصحيفة حينما يحمد الله عزَّ وجلّ ويثني عليه بأجلّ الصفات وأنزهها.
_______________________
(١) سورة الحديد : ٥٧ / ٢٢.
(٢) الإرشاد ٢ : ١٢٠.
(٣) الاحتجاج ٢ : ١٣٢.
(٤) الصحيفة السجادية الكاملة : ٢٢ الدعاء رقم (٣).