قد نام وفدك حول البيت قاطبةً |
|
|
|
وأنت وحدك يا قيّوم لم تنمِ |
|
أدعوك ربّ دعاءً قد أمرت به |
|
|
|
فارحم بكائي بحقّ البيت والحرمِ |
|
إن كان عفوك لا يرجوه ذو سرف |
|
|
|
فمن يجود علىٰ العاصين بالنعمِ (١) |
|
٣ ـ تذكير الناس بالله تعالىٰ واليوم الآخر ، وإيجاد بدائل لسعادة روحية غيّبها الصراع المادي والسياسي للسلطة الحاكمة ، وخلق أجواء حميمة لعلاقات صادقة وصفاء روحي قائم علىٰ الحبّ في الله والبغض في الله...
فنجده يجسّد ذلك الشعور في دعائه لجيرانه ومواليه ، وإخوانه العارفين بحقّه فيقول : « اللهمّ صلِّ علىٰ محمد وآله.. واجعلني اللهمّ أجزي بالإحسان مسيئهم ، وأعرض بالتجاوز عن ظالمهم ، واستعمل حسن الظن في كافّتهم ، وأتولىٰ بالبر عامتهم ، وأغض بصري عنهم عفة ، وألين جانبي لهم تواضعاً ، وأرقّ علىٰ أهل البلاء منهم رحمة ، وأسرّ لهم بالغيب مودة ، وأحبُّ بقاء النعمة عندهم نصحاً ، وأوجب لهم ما أوجب لحامّتي وأرعىٰ لهم ما أرعىٰ لخاصتي » (٢).
وهذا يعني أن السعادة الروحية يمكن أن تكون أعمق من السعادة المادّية ، وأن التنافس المحموم علىٰ المادّة يمكن تعويضه بسعادة روحية حميمة تقوم علىٰ العلاقات الدافئة الحبيبة بين الاِخوان المتحابين في الله
_______________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٤ : ١٦٣ عن الاصمعي اللغوي النحوي صاحب النوادر والملح ، عن الكنىٰ والألقاب ٢ : ٣٧ ـ ٤٠.
(٢) الصحيفة السجادية الجامعة : ١٣١ دعاء رقم (٦٥).