والمتآخين في حبّ الله ، وبعيداً عن مخالب التنافس المادي وأنيابه وسُعاره...
٤ ـ تسفيه أحلام الحكام الأمويين والتنديد بتكالبهم وتسابقهم علىٰ ملذّات الدنيا ، عبر إشعارهم بأن السعادة والكرامة لا يتأتّيان دائماً عبر المال والجاه والسلطة ، وإنّما عبر الزهد والسموّ والترفّع علىٰ الدنيا وحطامها ، بل إنّ السعادة الروحية أركز وأمتن ، وأجلّ في نفوس أهلها من السعادة المادية المعروفة.
سأل عبدالملك يوماً الإمام عليهالسلام عن تواصل عبادته وكثرة انشغاله بها ، فأجابه عليهالسلام قائلاً : « .. ولولا أن لأهلي عليّ حقاً ، ولسائر الناس من خاصتهم وعامتهم عليّ حقوقاً ، لا يسعني إلّا القيام بها حسب الوسع والطاقة حتىٰ أؤديها ، لرميتُ بطرفي إلىٰ السماء ، وبقلبي إلىٰ الله ، ثمّ لا أردّهما حتىٰ يقضي الله علىٰ نفسي وهو خير الحاكمين .. » مذكّراً بحديث جدّه المصطفىٰ صلىاللهعليهوآلهوسلم حين سُئل عن كثرة عبادته وقد غفر الله له من ذنبه ما تقدّم منه وما تأخر ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أفلا أكون عبداً شكوراً ؟ » ! وقيل : إنّ عبدالملك بكىٰ وأبكىٰ من كان معه...
فضلاً عن إشعار أزلام السلطة أو إيهامهم بأنّه لا يعارضهم ولا يبغي غائلة بهم ، علّهم يخففون عنه عيون الشرطة والمرتزقة والمأجورين...
ولا نرىٰ أنفسنا مبالغين حين نقول
: إنّ (زبور آل محمد) جاء مجموعة متماسكة من ذرىٰ رفيعة ينتقل عبرها الداعي من عالم مادي رمادي مظلم إلىٰ عالم معنوي مشرق نوراني شفاف ، يستلهم القارىء من كلماتها وألفاظها ومعانيها ونصوصها آفاقاً جديدة في المعرفة والعرفان ، حتىٰ ليُخيل للمرء أنّها كتلةً نورانية مشعّة تنبعث عنها طاقة هائلة من معانٍ