فالوظائف التي تمارس فيها الأعمال عادة لا بد من الوقوع فيها بالأخطاء ، كيفما كان شكل هذه الأخطاء ، صغيرة أم كبيرة ، خفيفة في ميزان النظر أم ثقيلة ، وإنّما هي كينونة ، هي حقيقة ، و ( النبي الإمام ) الذي جعله الله مصداقاً لرحمته في الأرض هو ( المثال ) وهو مركز النزوع الإنساني إلى الكمال ، وهو إذاً المصطفى من قبل ربّ الناس ، ليعبر عن نور الله الذي يتحرك في الأرض مجسداً ، بعد أن وضعه الله في القلب البشري فطرة ، ودارت عليه الأزمنة ، فغشيته حالات الصدأ ، ولا يركن إلاّ للحقيقة التي تعمل توجيهات هذا الإمام على إظهارها فيه.
هذا المجسد لهذا النور هو قائم في الناس ، لا يتغيب ، وهذا القيام له تحققات متعدّدة ، سوف نتحدث عنها في مكان لاحق من هذا الكتاب.
نلفت هنا إلى أنّ ( الإمام ) الذي يجسّد هذه الحقيقة ، هو بالضرورة بعد أن فهمنا الاصطفاء غير قابل للخطأ ، ومن هنا تنبع أهمية فهم مسألة ( العصمة ) وعند هذه النقطة لا ينبغي الاختلاف في تفاصيل صغيرة أو كبيرة حول ماهية العصمة ، فالمصطفى من الله تعالى ، المعبِّر عن نوره الحامل له كهاد لمخلوقاته ، لا مجال لتناوله تناول البشر الذين يحسنون ولا يحسنون ، أو يخطئون ويصيبون ، فما البشرية عند ( الإمام ) سوى مظهر ألبسه الله إياه في ثياب الجسد ، وهذا ليس