قولاً تعسفياً ، إنّما هو واقع حالهم عليهمالسلام.
من هنا كانت لهجة النبيّ كلّ نبيّ لا تحمل بين مفرداتها سوى إيقاظ قلب الإنسان من أجل سلامة مصيره ، ولو كان لهم مثلما للناس العاديين ، لكانت لهجتهم تشبه من يرغب بإنشاء ملك في الدنيا ، أو تتنازعه غرائز البشر في الشهوات كافة.
فالراية هي التي دليل النور ، يقول فيها الامام عليّ عليهالسلام : « وخلَّف فينا راية الحق ، من تقدمها مرق ، ومن تخلف عنها زهق ، ومن لزمها لحق » (١) ، هي هذه ولا شيء سواها ، ( راية النبوة ) راية هداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور ، فمن أراد أن يطفئ نور الله عمل على إخفاض هذه الراية ، ومن أراد أن يستنير بنور الله لزمها ، لم يتخلف عنها ولم يتقدمها.
وفي هذا المقام يطيب ذكر حديث رسول الله صلىاللهعليهوآله : « من كنت مولاه فعلي مولاه » (٢) ، والذي يوجب إيراده هنا ، هو وصولنا إلى قرب نهاية القسم الأوّل من الطريق إلى الامام عليّ ، الذي نوجزه بالتالي :
لقد أجرينا عملية دمج بين ( النبوة والرسالة والإمامة ) وفق تصور مبني على أنّهم حقيقة واحدة ، يفترقون في التسميات ويلتقون في الغايات ، ويكون الافتراق مبني على إحدى ضرورات المرحلة التي
__________________
١ ـ أنظر : نهج البلاغة : الخطبة ٩٩.
٢ ـ أنظر مسند أحمد : ١ / ١١٨ (٩٥٠) (٩٦١) ( ١٣١٠ ).