يمثلون امتداد هذه الرسالة ، وليس من سبيل إلى ذلك بغير أن يتولى سبحانه هذا الأمر.
والمعروف أن الناس تسعى لتولّي أمورها بيد الذي تراه يقدّم لهم النفع الآني والمستقبلي ويرغبون بالمناصب والشهرة التي زينتها الدنيا لهم ببهارجها ومفاتنها ، وقد عسر على الإنسان الانصياع للسوي ، ما لم تقم عليه الحجة التي تجعله أن يتقبّل هذا الانصياع.
ولا نقصد بالانصياع هنا ، هو التسليم دونما رغبة أو إرادة ، لكن المعروف أن شؤون العقائد ، هي شؤون في غاية التعقيد ، وأن استبدال عقيدة بغيرها بالنسبة للبشر ـ خاصة فيما يميل باتجاه الدين ـ مسألة تسفك من أجلها الدماء قبل أن تقف على أقدامها ، لذلك كان الله اللطيف بعباده سبحانه ، قد ترك الناس على فطرة تسوقهم إلى الهداية ، رغم صراعهم الذي لا يهدأ معها ، إلاّ أنّ العديد من آياته عزّ وجلّ تشير إلى أنّ الرسل والدعاة المجتبين ـ لهم وظيفة التذكير والتبشير وإنذار الناس بعدهم ، أي بعد أن يستيقظ فيهم ملمح الاستجابة للنداء الداخلي الفطري الذي يكشف لهم حجب الظلمات ، ويريهم مثالهم ورجاءهم ، لا ينبغي لهم أن يغفلوا بعد ذلك عنه ، فهم إن غفلوا بعد ذلك ، فالوعيد والإنذار موجود بوفرة في القرآن الكريم.
وعن التذكير الذي تلهج به آيات الله سبحانه ، يطيب لنا ذكر نفحة