سبيل النعيم بحسب الرسالات السماوية ، وبهذا يجب أن تستحوذ جميع الشرائط شخصيته حتى يكون حجة الله تعالى على الناس ، وعلى المتفكر في إمامة عليّ عليهالسلام أن يقرأ الآن هذا الكلام له عليهالسلام :
يقول : « أيها الناس! إني قد بثثت لكم المواعظ التي وعظ الأنبياء بها أممهم ، وأديت إليكم ما أدت الأوصياء إلى من بعدهم » (١).
هكذا تشتمل الإمامة على النبوة والرسالة ، وهكذا يدفع الله الباطل بالحق ، حين يقول : ( ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) (٢) ، فإذا كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يؤتي الناس الحكمة ، ويهديهم إلى جادة الصواب ، ويرسم لهم سبل استمرارهم في طريق النور والهداية ، بإعلان ولاية أمر الناس من بعده لعليّ عليهالسلام ، فإن المؤمنين والمؤمنات هنا عند هذا القضاء النبوي المبارك ، الذي هو غير منفصل عن القضاء الإلهي ، ليس لهم الخيرة من امرهم ، وبالتالي يمكن أن يقال بأن التزام إمامته عليهالسلام هو خضوع لقضاء الله ورسوله ، وأن عدم الالتزام بهذا الأمر هو خروج من هذه الدائرة ، وهذه النتيجة تؤيدها تصرفات ومواقف الإمام عليّ عليهالسلام بين الناس بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله.
فأهل البيت ورأسهم علي عليهالسلام ، نجرؤ هنا على القول بأنّ
__________________
١ ـ أنظر : نهج البلاغة : خطبة ١٨٢.
٢ ـ الحشر : ٧.