جميعهم متساوون من جهة الإمامة ، فالاثنى عشر إماماً الذين يتحدث لنا عنهم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، هم ولاة المؤمنين ، ومن لم يتولهم لا ينقصهم في شيء من الشرف ، ولا ينقص من قضاء الله ورسوله فيهم من شيء ، ومن منا يستطيع أن يتخيل مجرد جولة من الخيال أنّ الله ورسوله لا يريدون بنا الخير ، يكون قد أخطأ قلبه ، وخرجت عن المحجة قدمه ، وعليه أن يستفيق من عتمة الظلمة ، ويستهدي بنور الحق ورايته ، لأن الذي ينطبق من الإمامة على علي بن أبي طالب عليهالسلام ، إنّما ينطبق بذات المقدرة على الأئمة الذين انحدروا من ولده بعده ، لعلّة إخبار رسول الله صلىاللهعليهوآله أوّلا عن ذلك الناطق بلسان الحق المورّث لرايته ، ولعلَّه انطباق المصداق عليهم من خلال استقرار سيرتهم ، والتعرّف على علمهم وما أفاضوا على المؤمنين من فضائل ربّ الناس سبحانه وبركاته ، وقد ترك في الناس أثرهم وعلى المحتاج إلى رحمة ربّه ونوره أن يقتفي هذا الأثر ، وأن يستنهض همة قلبه كي يدرك معنى ( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ) (١).
وثمة قبل الخروج من هذا المبحث السؤال التالي :
__________________
١ ـ أنظر وسائل الشيعة للحرّ العاملي : ١٦ / ٢٤٦ ( ٢١٤٧٥ ) ، وورد كما في صحيح مسلم ومسند أحمد ومعجم الطبراني : ( من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية ) و ( من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ).