إذا كان الله سبحانه يأمرنا أن لا نخالف ما يأتي به الرسول صلىاللهعليهوآله إلينا ، ما يلقّنا إياه وما يأمرنا به ، وما ينهانا عنه ، فكيف لنا أن نتعرف على جميع ما أمرنا به ، وأنه كما يعلم الناس ، قد نشب خلاف في تناول حديثه وروايته بين المسلمين ، ابتداء من عصر وفاته عليه وعلى آله السلام؟!
ونحن محكومون بالالتزام بطاعة الله وطاعته ، والذي لا نشك فيه أن الله سبحانه يخبرنا بهذه الآية ، أنّه حفظ الرسول صلىاللهعليهوآله في الناس ، لذلك هو يجريها على لسان الكتاب ، بمعنى أن الله لا يأمرنا بشيء ولا يكون لهذا الشيء من تحقق ، فينبغي أن نفهم أنّ جميع ما أتى به الرسول إلينا متوفر بين الناس إلى قيام الساعة ، وهذا المتوفر لا يحظى به بدون تدبّر وتفكّر ، وهذه ليست بدعة ، فإذا كان القرآن الكريم الذي هو دستور المسلم ، لا يمكن إدراك كنه آياته بدون تدبّر وتفكر ، فكيف ورسول الله صلىاللهعليهوآله مثله لا ينطق إلاّ بوحي؟!
إذن المسألة ليست في مكان القرابة! إنّ هذه الآية الشريفة تلفت أنظارنا إلى أن ما أتاناه الرسول صلىاللهعليهوآله والذي نؤمر من قبل الله تعالى بالأخذ به ، هو متوفر ، لكنه يحتاج إلى تدبّر كحاجة الناس إلى تدبّر القرآن ، وأنّه لم يختف كلية عن الناس ، وإنّما هو في مقام النور الذي يجب أن يُخرج الإنسانُ بسعيه نحوه قلبه من ظلمات الضلال ويدخله في شرائح النور ، هنالك سوف يلقى إمامه ، الذي يسلمه