والجانب الآخر الذي رأينا أنه من الضرورة بحثه أيضاً ، هو الجانب التطبيقي لما تصل إليه نظرية الإمامة.
ولمّا كان الإمام علي عليهالسلام هو المثل الأعلى للإمامة عند كافة المسلمين لما حفل به من قدسية ، بحيث لو ذكرت كلمة الإمام ككلمة مفردة لتبادر إلى الذهن فوراً الإمام عليّ عليهالسلام ، ولما تمتّع به من صفات الإنسان الكامل ، الذي قصدت مجمل الديانات السماوية والفلسفات الكبرى سبيل بناءاً الإنسان بناء يسير به نحو أن يحذو حذو هذا المثال ، لذلك فقد اخترنا أن نتحرك داخل أجوائه ، ونتعرف على حقيقة الهدف الإلهي من وراء جعله إماماً للناس كافة ، وهذا لا يتحقق يقيناً بغير ما ينبغي أن يعرف أولاً عن مفهوم الإمامة ، ثم بعد ذلك قد تنكشف الحجب وتظهر للمهتم الصورة العلوية المباركة.
وقد سعينا في الختام أن نربط الإمامة تاريخياً بالبعد الإنساني عامّة ، إدراكاً منا أنّها لم تنقطع يوماً من الأيام ، ولم تنفصل عن مسيرته البشرية ، ولم يتأت هذا الإدراك اعتباطاً ، بل جاء متوافقاً مع نتائج علوم جمّة تناولت التاريخ الإنساني بأبعاده الحضارية وما فيه من إرث يسجل تطلع الإنسان إلى هدف يسعى من أجل بلوغه وإلى ملاذ يلجأ إليه وإلى مثال يتطلع نحو كماله ويعدّه الغاية النهائية لحقيقة سعيه.
من هنا ، كان منهجنا في دراسة خطاب الإمام علي عليهالسلام على أنّه