ولعاً بالله ورسوله صلىاللهعليهوآله ، فآثر ولاية عليّ على خلائق الله في الأرض ، فكانت راحة علي عليهالسلام في ذاك المقام هي التي تفصل ما بينه وبين نار جهنم التي أعدّها الله للظالمي أنفسهم.
ونحن هنا سوف نقصد الطريق نحوه عليهالسلام ، من خلال كلماته التي أرسلها منذ ذاك العهد في الناس ، وما تزال تسري في دياجي الظلمات تكشفها ، وتضيء جنبات الكون ، لكن الذي لم يمكّنه الله تعالى من إدراكها لم ينل حظه من العيش معه بعد ، ونسأله جلّ جلاله ، أن يقيّض لجميع أمّة محمد صلىاللهعليهوآله وللبشرية أن تنفتح عيونها على هديه ، وتستلهم خلاصها منه ، فإنّه كما قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « لا يُدخلها في باطل ، ولا يُخرجها من حق » ، بل أنّه فاتح آفاق الأنفس على كوامنها ، ورافع نور الله فوق كلّ ظلمة بمنّ منه سبحانه ، لا بسواه.
والذي يدعو إلى التأني والتأمل في استعراض كلامه ، ليس البلاغة التي يتمتع بها كما يتصور البعض ، فما كان ليدركه النقص عليهالسلام ، وحتى يبحث عن الكمال ، فالبلاغة ليست فضيلة أو إضافة إلى إمامته ، بل إنها من مقتضياتها ، بذلك نحن وإن راعنا جمال أسلوبه ، وأخذ بلباب أفئدتنا حسن تناوله للمفردات ، لكن هذه ليس بذاتها الهدف من الاستدلال عليه بكلماته ، وإنّما الهدف فوق ذلك ، إنه استلهام نوره من أجل إزاحة ظلمات عَلَتْ الأفئدة ، وكذلك استدراك