« لا يقاس بآل محمد صلىاللهعليهوآله من هذه الأمة أحد ، ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً ، هم أساس الدين ، وعماد اليقين إليهم يفيئ الغالي ، وبهم يلحق التالي ، ولهم خصائص حق الولاية ، وفيهم الوصية والوراثة » (١).
وإذا أردنا أن نبصر بعد ذلك طريقاً نلتمس به رياض الإسلام وأنوار الكتاب والنبيّ ، فإن عليّ وآل البيت هم كما قال صلىاللهعليهوآله الأبواب ، وعلينا أن نعرف شيئاً ونلقي سمع الأذن والفؤاد إلى قوله : « أريدكم لله وتريدوني لأنفسكم » ، وإذا انتبه قارئ إلى هذه الجملة الآتية من كلامه ، وارتعد فؤاده لقراءتها ، عرف طريقاً يسلكه إلى عليّ بن أبي طالب عليهالسلام خارج متاهات الاستدلال على الإمام ، وفق طرق تغييبه التي اتبعت عند عامة من بحث عنه على شروط توضع من أجل أن يتبؤا منصبه ، فلا شرط إذن سوى حكمة الله تعالى في اصطناع أنبيائه لنفسه وبعثهم في الناس ، واطلاق الهداة الذين اختصهم فكانوا ممن يلحق بهم التالي ، ولا يقاس بهم أحد.
وفي كلمة نختم بها هذا المبحث هنا ، هي مثار تأمل لذي لب ، يقول عليهالسلام لشخص امتحنه في أن جعله من عماله ، وتعبّر هذه المقولة عن ذروة معرفته بنفسه والحق الذي هو عليه بتمامه وكماله : « لأضربنك بسيفي الذي ما ضربت به أحداً إلاّ دخل النار » (٢).
__________________
١ ـ نهج البلاغة : الخطبة ٢.
٢ ـ نهج البلاغة : كتاب ٤١.