من بلوغ عتبة التواضع التي هي شرفة كسب المعرفة.
كتب على مرّ التاريخ المئات من العلماء والفلاسفة حول بداية الوجود وأصله ، وذهبت الأمم في هذا مذاهب شتى ، منها من قارب الحقيقة ، ومنها من زاغ بصره ، ومنها من وقف في المنطقة الوسطى.
وثمة من لم يرّ مبرراً للتحرك نحو أشياء لا تدرك ، لكن العمق النفسي الإنساني هو في تعريفات الكتاب هنا يساوي « الفطرة » ، فالفطرة التي يتحرك فيها شعور البحث عن القوة التي تدير شؤون الحياة ، ما زالت مستمرة بالدفع الذي هو من خاصيات الحركة ، فهي ليست ساكنة في طبيعتها ، ولم تستكن إلى اليوم.
وفي تناول هذه الظاهرة ، يمكننا النظر إلى مجمل ما قاله الإمام عليّ عليهالسلام في نهج البلاغة وسواه من الكتب التي نقلت ارشاداته للناس ، والتي تدخل في معظم نواحيها في عوالم فلسفة المعرفة ، فيضع على الأساس للبحث ضمن منطقة القدرة البشرية ، ويحزم حقائب الذين يتناولون أو يحاولون تناول ذات الله بالدرس والتأمل ، ويشرع لهم طريق الارتحال.
وقد لا نجد بداً هنا من ايراد بعض اضاءاته حول الكيفية التي ينبغي معها للمهتم أن يتعرّف على ربّه ، وهذه المدرسة بالذات هي مدرسة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وقد شقّ عليّ بن أبي طالب عليهالسلام بامداده الناس بمثل هذه المعارف الطريق الذي رسمت فيما بعده المدارس