ذلك تعب السير وراء ما لا يدرك ، فالذين لا يعرفون محمد وآل بيته على حقيقتهم كيف لهم أن يتجاوزونهم إلى بارئهم ، ضعف إذن جهدهم ، وكلّت هممهم دون بلوغ ذلك.
وعلى الإجمال يلاحظ في خط الإمام عليهالسلام أنه يشدّد على تناول طرقات الله عبر الطاعات ، ولا يقترف المرء من جريرة أعظم من تنازله عن فرائضه ، والتزامه مناهج نبيه.
وكما أن الإمام علي عليهالسلام غايته الله سبحانه ، فإن إجابته عن الرؤيا كانت كالتالي : « لا تدركه العيون بمشاهدة العيان ، ولكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان » (١).
فالغاية من جميع الأمر إذن هو القلب ، ومثلما ابتدأت الدائرة الرسالية برمّتها منذ آدم إلى يوم المهدي ( عج ) بالعمل على تطهير القلب ، كذلك تختتم به ، والذي بلغ النور قلبه انكشفت حقيقة الإمام علي عليهالسلام عنده ، وتقرّب إلى الله تعالى باقترابه منه ، وابتعد عن الله تعالى بابتعاده عنه.
وقد يعلم من انكشفت له حقيقة إمامه أنه قال : « لا يزيدني كثرة الناس حولي عزّة ، ولا تفرّقهم عني وحشة » (٢) ، فهو البالغ مبلغ اليقين من ربه ، والسلامة من أداء أمانته ، ويذهب مطمئناً إلى باريه.
__________________
١ ـ نهج البلاغة : الخطبة ١٧٩.
٢ ـ نهج البلاغة : كتاب ٣٦.