الطبيعة » (١) ، أي من مكان آخر غير مرئي لكنه قائم على اتصال ما بهذا العالم ، وهذا الاتصال وإن بدا وكأنه مجهولا لا يخامر الحواس الخارجية ، لكن العلم يعوّل عليه كثيراً عند الذهاب نحو التحقق من نوازع الإنسان ، لكن إذا صح قول « جيمس » كان الذي يترتب عليها بلا شك هو البحث عن الوسيلة التي يستقبل عبرها الإنسان هذه الميول من عوالم أُخرى ، ليس فقط الميول وإنما الآمال أيضاً.
ويرى « كانت » في تبرير هذا الأمر عند إحالته إلى إدراك الوجود ووعيه ، أنّ ثمة ارتباط ضروري غير طارئ ، محايث للوجود زماناً ومكاناً ، يقول : « إنني بادراك وجودي ، وارتباطي بعوالم تعلوها عوالم ، وبانساق أنساق إلى زمان لا حدود له من ذاتي المنظورة ، أرى أنني لست على ارتباط عارض محض ، بل على ارتباط كوني ضروري » (٢).
ولا شك أيضاً أنّ هذا الإدراك موصل إلى حقيقة ، ولهذه الحقيقة عمق في النفس « الذات البشرية » بين الفينة والأخرى تتصدع الحجب دونها ، فتظهر غير عابئة بالطريق ، ويلهج بها اللسان ، أو يعبر عنها القلم ، ولهذا الارتباط الكوني امتداد كما لهذا الامتداد رموز
__________________
١ ـ الدين والنفس ، ضمن الإنسان والإيمان ، مرتضى المطهري ، منظمة الإعلام الإسلامي ، ط٢ ، ص٤٣.
٢ ـ نقد العقل العملي ، عمانؤيل كانت ، أحمد شيباني ، دار اليقظة العربية ـ بيروت ٩٦٦ ، ص٦٢.