تميل نحو تعلق بالنواقص ، وباعتبار إنّ معرفتها من ضرورات المعارف الحقّة التي تقود إلى المعرفة الكلية ، كان على المرء حتى يبلغ مكمن اللوذ بالإمام أن يكشف عنها حجبها ، ويعينها على الخلاص من العوالق والتوجه نحو النواقص ، فهي حينئذ سوف تنجذب تلقائياً إلى إمامها الذي لا يدخلها في باطل ، ولا يخرجها من حق.
ومن أجل تعيين هذه النتيجة نقول :
إن الإمام بهذا اللحاظ ، سوف يكون الملجأ الإنساني ، ويكون ملاذ البشرية جمعاء ، لا ينحصر في فئة ولا في قوم من الناس ، ولا يقتصر وجوده على مكان ، ولا ينبغي أن تخلو الأرض منه ليوم واحد لا في القديم ولا في الحاضر ولا في المستقبل ، وبالتالي فهو مركز الهداية إلى الله سبحانه ، وبمثل هذا التعيين تظهر لنا دلالة قوله تعالى : ( من يهد الله فهو المهتد ، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ) (١).
بعد هذه النتائج التي بلغنا إليها ، نلتفت إلى أنّ الإمام الذي اتضحت بالنسبة لنا ماهيته هو بالضرورة مصطفى من قبل الله تعالى ، مجعولاً في الناس أبداً ، وهو غير القادة والحكام ، وإن كانت من ضمن ملكاته هذه الوظائف العادية ، وليس هو بالحاكم العسكري ،
__________________
١ ـ الكهف : ١٧.