ولا رئيس الدولة ، وليس صاحب شأن دنيوي من هذا النوع أو ذاك ، لكن جميع هذه الشؤون من ضمن ما يمتلكه ، لتمتّعه بالكمال في كل شأن ، ولعدم عجزه أو نكوصه عن القيام بكامل الأدوار البشرية ، ونذكر هنا أن السيد المسيح عليهالسلام حين قال : « مملكتي ليست من هذا العالم » (١) كان يقصد أنه مكلف بالإمامة من الله عزّوجلّ.
ونشير هنا إلى أنّ معرفته عياناً تنطلق من معرفة النفس التي تفيد معرفة الحقائق المتعينة في الأحوال ، لذلك جعل رسول الله صلىاللهعليهوآله معرفة الله مرتبطة بمعرفة النفس ، فإذا كانت معرفة الله أشد وأكثر أنواع المعارف احتياجاً للصفاء وعدم الاختلاط والتداخل بينها وبين هذه المعرفة ، أي عدم قطع طرقاتها بما يشوب مسيرتها ، فإنّ معرفة الإمام من نفس الجانب ومن ذات المتجه الذي يسار به نحو معرفة الله.
يقول النبيّ صلىاللهعليهوآله « من عرف نفسه ، فقد عرف ربه » (٢) ، وسأل رجل النبي صلىاللهعليهوآله قال : يا رسول الله : كيف الطريق إلى الحق ، فقال : « معرفة النفس » (٣) وفي كلام لعليّ عليهالسلام : « معرفة النفس أنفع
__________________
١ ـ أنظر انجيل متّى : ١٠ / ٧ ، من التفسير التطبيقي للكتاب المقدّس.
٢ ـ عوالي اللآلي للأحسائي : ٤ / ١٠٢ ، بحار الأنوار للمجلسي : ٢ / ٣٢.
٣ ـ أنظر عوالي اللآلي لابن أبي جمهور : ١ / ٢٤٦ ، مستدرك الوسائل للنوري : ١١ / ١٣٨ ( ١٢٦٤٣ ).