بكل شيء » ، « لقد أبصر الأسرار وعرف الخفايا المكتومة ».
ـ وعند الإمام علي عليهالسلام : « والله لو شئت أن أخبر كل رجل منكم بمخرجه ومولجه وجميع شأنه لفعلت ».
هذا التشابه ، ليس تشابهاً صدفياً ، بل أنّ هناك علاقة ناجزة في حقيقة الأمر ، بين تعبير أطلقته نفس تعبر عن احتياجاتها ، وترسم الصورة التي تعتبرها مكمن الغاية بالنسبة لإمامها.
ـ ويجب أن لا ننسى أنّها صدرت على شكل عمل أدبي راق ، والذين يهتمون بالأدب يعرفون كم هو عميق الغور ، ذاك الشعور الذي ينطلق من الوجدان كي يعبّر عما يختلج داخل النفس.
كما يجب أن نتذكر أنها سبقت عليّ عليهالسلام بأكثر من ثلاثين قرناً من الزمن ، ولو أردنا أن نحضر شواهد أخرى فإنّ الكتابات المصرية القديمة وحدها تحتاج إلى أضعاف أضعاف ما نحن بصدده ، لكن كانت الغاية فقط إيراد أنموذج مواز للفكرة التي نبحث عن دلالاتها ، وهي أصالة البحث عن الإمام في عمق الوجدان الإنساني ، وقد عبّرت هذه المقطوعة عن توجه المحتاج ، ورسمت ملامح كمالاته التي يعتز بها ، ويدأب من أجل الوصل إليها.
ـ وإنّه إن لم يصل ، فيكتفي بتقديس شخصية تعبّر له عنها ، والواقع أنّ الإنسان بفطرته يبحث عن الله.
وهذا الأمر لا يفوتنا الالتفات إليه ( يبحث عنه بفطرته