ففي الآيات التي تتحدث عن مرجعية الولاية لله سبحانه ، يمكن أن نلاحظ الأمور الآتية :
يرتبط مفهوم الولاية في القرآن الكريم فيما بين الذين يتولون الله سبحانه ـ والذين يعرضون عنه ـ أيضاً بعدّة جوانب ، أهمها ذاك الجانب الذي يخاطب الفطرة خطاب تعيين ، أي خطاب عالم متحقق من أنّها تحفز البشر نحو الاستجابة لمطلبهم الأساسي ، وهو بلوغ رتبة كمالهم ، والذي لا يتحقق بدونه إمام يهدي إلى وصولهم نحو ربهم مطمئني القلوب.
لكنهم يغضون بصائرهم عنها ، وعند ذلك نلاحظ أنّه ينعتهم بالضالين ( ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ) (١) ، لأنّهم خالفوا ذاك البسيط النقي في سرائرهم وعاندوا ، فصاروا إلى ولاية الشيطان.
ونحن في مباحث الإمامة ، ما نزال نتوسع شيئاً فشيئاً ، باحثين عن نقاط كبرى وأساسية في نظرية الإمامة وفق المنهج الإسلامي القرآني.
إذن ، إنّ خطاب الفطرة هذا ، هو خطاب يحتوي على تصريح بأنّ الله وليّ الذين آمنوا بعضهم أولياء بعض ، وأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله أولى بهم من أنفسهم ، وأنّ الذين يبلغون هذه الرتبة ( لا خوف عليهم ولاهم يحزنون ) (٢).
__________________
١ ـ الكهف : ١٧.
٢ ـ يونس : ٦٢.