ويذكر المؤرخون أشياء عجيبة وغريبة وقعت في تلك الأيام من أُولئك الصّحابة الذين اصبحوا فيما بعد هم خلفاء الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمراء المؤمنين ، كحملهم النّاس على البيعة بالضّرب والتهديد بالقوة ، وكالهجوم على بيت فاطمة وكشفه ، وكعصر بطنها بالباب الذي كانت وَراءه حتى أسقطت جنينها ، واخراج علي مكتّفاً وتهديده بالقتل إن رفض البيعة ، وغصْب الزهراء حقوقها من النحلة والإرث وسهم ذي القربى حتّى ماتت غاضبة عليهم وهي تَدْعي عليهم في كلّ صلاة ، ودفنت في الليل سرّاً ولم يحضروا جنازتها ، وكقتلهم للصّحابة الذين أبوا أن يدفعوا الزّكاة لأبي بكر تريّثاً منهم حتّى يعرفوا سبب تأخّر علي عن الخلافة ، لأنّهم بايعوه في حياة النبىّ في غدير خم (١).
وكهتكهم للمحارم ، وتعدّي حدود الله في قتل الأبرياء من المسلمين ، والدخول بنسائهم من غير احترام للعدّة (٢) ، وكتغييرهم أحكام الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم المبيّنة في الكتاب والسنّة ، وإبدالها بأحكام اجتهادية تخدم مصالحهم الشخصية (٣) ، وكشرب بعضهم الخمر ، والمداومة على الزنا ، وهم ولاة المسلمين والحاكمون فيهم (٤).
وكنَفْيِ أبي ذر الغفاري وطرده من مدينة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتّى مات
____________
(١) قضية مالك بن نويرة مشهورة في كتب التاريخ ( المؤلّف ).
(٢) قضية خالد بن الوليد ودخوله بليلى بنت المنهال بعد قتل زوجها ( المؤلّف ).
(٣) كتعطيل إرث الزهراء ، وسهم ذي القربى ـ وسهم المؤلّفة قلوبهم ـ ومتعة الزواج ومتعة الحج وغيرها كثير ( المؤلّف ).
(٤) كقضية المغيرة بن شعبة وزناه بأُم جميل ، والقصة مشهورة في كتب التاريخ ( المؤلّف ).