وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (١).
وسألوه فقال : « إن هذا أخي ووصيّي وخليفتي من بعدي » (٢).
س٣ : لماذا عارض بعض الصّحابة رسول الله حين أراد أن يكتب لهم كتاباً يعصمهم من الضلالة بعده وقالوا بأنّه يهجر؟
* ج : لقد عارض بعض الصحابة النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حين أراد أن يكتب لهم ما يمنعهم من الضلالة واتهموه بالهجر; لمّا عرفوا بأنّه يريد تعيين علي بن أبي طالب كتابيّاً ، لأنّه سبقَ أن قال لهم في حجّة الوداع بأنّ المتمسّك بالكتاب والعترة لن يضلّ بعده أبداً ، ففهموا بأنّ مضمون الكتاب سيكون بنفس الألفاظ ، لأنّ علياً هو سيّد العترة ، وإنّما اتهموه بالهجر ليعدل عن الكتابة نهائياً ، ولأنّ النزاع والخلاف قام حول الكتاب قبل كتابته ، وإذا كان النبىّ يهجر ( حسب اعتقادهم ) فإنّ كتابه سيكون هذياناً ، فالحكمة تقتضي عدم الكتابة.
س٤ : لماذا لم يصرّ على كتابة الكتاب خصوصاً وأنّه يعصم الأُمّة الإسلاميّة من الضّلالة؟
* ج : لم يكن في وسع الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يُصرّ على الكتابة; لأنّ العصمة من الضلالة قد انتفتْ لموافقة الكثير من الصّحابة على أنّه يهجُر ، فأصبح الكتاب هو مصدر ضلالة بدلا أن يكون عاصماً منها ، ولو أصرّ النبىّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
____________
(١) المائدة : ٥٥.
(٢) تاريخ الطبري ٢ : ٦٣ ، الخصائص للنسائي : ٤٩ ح ٦٥ في حديث الدار حينما انذر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عشيرته ، وسند الحديث صحيح.