س٨ : لماذا لم يُعيّن النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم علياً في جيش أُسامة؟
* ج : لأنّه لا ينبغي لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يذهبَ إلاّ ويترك خليفة ليدبّر الأُمور بعده ، وبما أنّه لم يُعبّئَ عليّاً ضمن ذلك الجيش الذي عبّأ فيه وجوه المهاجرين والأنصار ، بما فيهم أبو بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف ، فدلّ هذا التصرّف الحكيم بأنّ عليّاً هو الخليفة بعد النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مباشرة ، ولأنّ الذين لم يُعبْئهم رسول الله في الجيش ليس فيهم من يطمع في الخلافة ، ولا من يبغضُ عليّاً ويريد الغدر به.
س٩ : لماذا أمَّرَ عليهم شابّاً صغيراً لا نبات بعارضيه؟
* ج : لمّا كان الحاسدون والغادرون لعلي يتذرّعون بصغر سنّه ، وأنّ عظماء قريش الذين بلغوا السّتين لا ينقادون لعلي ، وعمره لم يُجاوز الثلاثين إلاّ قليلا ، فأمّر عليهم النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أُسامة وعمره سبعة عشر ، لا نبات بعارضيه وهو من الموالي; ليّاً لأعناقهم وإرغاماً لأُنوفهم ، كي يُبيّن لهم أولا ولكلّ المسلمين ثانياً بأنّ المؤمن الصادق في إيمانه يجب عليه أن يسمع ويُطيع ، ولو وجد في نفسه حرجاً ممّا قضى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ويسلّم تسليماً.
وأين أُسامة بن زيد بن حارثة من علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ، وسيّد الوصيّين ، باب علم النّبي صلىاللهعليهوآله ، وأسد الله ، الغالب وهارون محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولذلك تفطّنوا إلى تدبيره صلىاللهعليهوآلهوسلم في تأميره أُسامة عليهم ، فطعنوا في إمارته ، ورفضوا الخروج معه والتخلّف عنه ، ولا ننسى أنّ فيهم الدّهاة الذين قال في حقّهم القرآن الكريم : ( وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإنْ كَانَ مَكْرُهُمْ