يُعارضوا أحكام النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ويُناقشوه ويعصوه ، بل ويُنزّهون أنفسهم عن أفعاله (١).
وقد قطع عمر بن الخطّاب شجرة بيعة الرضوان; لأنّ بعض الصّحابة كانوا يتبرّكون بها ، كما فعل الوهابيون في هذا القرن ، فإنّهم محوا آثار النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من الوجود ، وحتّى البيت الذي ولد فيه لم يتركوه ، وهم يحاولون الآن بكلّ جهودهم وأموالهم أن يمنعوا المسلمين من الاحتفال بذكرى مولده الشريف ، ومن التبرّك به وبالصّلاة عليه ، حتّى أفشوا لدى المغفّلين بأنّ الصّلاة الكاملة هي شِرْكٌ (٢).
____________
(١) صحيح البخاري ٣ : ١١٤ كتاب المظالم ، باب الاشتراك في الهدي.
(٢) قال أحمد بن زيني دحلان مفتي الشافعية بمكّة ـ في كتابه فتنة الوهابية : « وكانوا يمنعون من قراءة دلائل الخيرات المشتملة على الصلاة على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلى ذكرها كثير من أوصافه الكاملة ، ويقولون : إنّ ذلك شرك ، ويمنعون من الصلاة عليه على المنابر بعد الأذان ، حتى إنّ رجلا صالحاً كان أعمى وكان مؤذناً وصلّى على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد الأذان بعد أن كان المنع منهم ، فأتوا به إلى ابن عبدالوهاب ، فأمر به أن يقتل فقتل ... ».
وقال أيضاً في الدرر السنيّة في الردّ على الوهابية الصفحة ٥٢ : « ... ومنع الناس من قراءة دلائل الخيرات ومن الرواتب والأذكار ومن قراءة مولد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ومن الصلاة على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في المنائر بعد الأذان ، وقتل من فعل ذلك ... ».
قال ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم : ٣٦٦ « ورخص بعضهم في السلام عليه إذا دخل المسجد للصلاة ونحوها ، وأمّا قصده دائماً للصلاة والسلام فما علمت أحداً رخّص فيه ».
وقال عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ في فتح المجيد : ٢٢٤ « وأمّا دخولهم عند قبره للصلاة والسلام عليه هناك أو الصلاة والدعاء فلم يشرعه ( أي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم)