والسند ، وما لا يتعارض مع القرآن والعقل.
أمّا أهل السنّة والجماعة فقد ألزموا أنفسهم بكتب سمّوها الصحّاح الستّة باعتبار أنّ كلّ ما فيها صحيح ، وأغلبهم يتناقلون هذا الرأي بالوراثة بدون بحث ولا تمحيص ، وإلاّ فإنّ كثيراً من الأحاديث التي رُويتْ في هذه الكتب لا تقومُ على دليل علمي ، وفيها الكفرُ الصريح ، وبما يتناقض والقرآن ، وأخلاق الرسول وأفعاله والحطّ من كرامته.
ويكفي الباحث أن يقرأ كتاب الشيخ المصري محمود أبو رية « أضواء على السنّة المحمدية » ليعرف ما هي قيمة الصحاح الستّة.
والحمد لله فإنّ كثيراً من الشباب الباحث اليوم تحرّر من تلك القيود ، وأصبح يُفرّق بين الغث والثمين ، بل حتّى الشيوخ المتعصّبين للصحّاح أصبح الكثير منهم اليوم يُنكرها ، لا لأنّه ثبت لديه ضعف بعض الأحاديث فيها ، ولكن لأنّه وجد فيها حجّة الشيعة التي يقولون بها سواء في الأحكام الفقهية أو في العقائد الغيبيّة ، فما من حُكم أو عقيدة يقول بها الشيعة إلاّ ولها وجودٌ فعلي في أحد الصحاح الستّ لدى أهل السنّة والجماعة.
وبالمقابل قال لي بعض المتعصّبين : ما دُمتم تعتقدون بأنّ أحاديث البخاري ليست صحيحة ، فلماذا تحتجّون بها عليَنا؟
أجبت : ليس كلّ ما في البخاري صحيح ، وليس كلّ ما فيه مكذوب ، فالحقّ حقّ والباطل باطل ، وعلينا أن نُغربل ونصفّي (١).
____________
(١) مضافاً إلى أن أُسلوب المناظرة والاحتجاج يقتضي الإتيان بالمشتركات ، وما