النّاس وشيّد ملكه على حساب المستضعفين من النّاس ، وبالخصوص العبيد الذين أيّدوا دعوته وناصروه.
وليس هذا مجرّد ظنّ فإنّ بعض الظنّ إثم ، ولكن عندما نقرأ في كتب التاريخ لنتعرف على شخصيّة معاوية وأحواله ، وما فعله طيلة حياته خصوصاً مدّة حُكمه فالظنّ يصبحُ حقيقة لا مفرَّ منها.
فكلّنا يعرفُ من هو معاوية ، ومن هو أبوه أبو سفيان ، ومن هي أمّهُ هند ، فهو الطّليق ابن الطّليق الذي قضى شبابه في رحاب أبيه ، وفي تعبئة الجيوش لمحاربة رسول الله والقضاء على دعوته بكلّ جهوده ، حتّى إذا ما فشلت جميع محاولاته ، وتغلّب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عليه وعلى أبيه استسلم للأمر الواقع في غير قناعة ، ولكن الرّسول لكرمه ولعظمة خُلقه عفى عنه وسمّاه الطّليق.
وبعد موت صاحب الرسالة حاول أبوه إثارة الفتنة والقضاء على الإسلام ، وذلك عندما جاء في اللّيل للإمام علىّ يحرّضه على الثورة ضد أبي بكر وعمر ، ويمنّيه بالمال والرجال ، ولكن الإمام علي سلام الله عليه عرف قصده
____________
الباغية يدعوهم إلى الجنّة ويدعونه إلى النار » والحديث أخرجه البخاري ٤ : ٢٧ في كتاب الصلح ، والترمذي في المناقب ٢٧٧٣ وقال عنه : « حسن صحيح ».
فمعاوية ملعون ، ومستحقّ للقتل ، وهو من البغاة الّذين يدعون إلى النار ، وممّن لم يسلم ويدخل الايمان قلبه .. كلّ هذه الأوصاف قالها النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في حقّ معاوية بن أبي سفيان ، فكيف يتجرّأ الدكتور الرحيلي ويقول : انّه صحابي جليل عادل متقي؟!! أليس هذا ردّاً على الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتحكيم الأهواء الأموية على الأحاديث النبوية؟!
وهذا يدلّل على أنّ عصر الطلقاء لم ينته بعد ، وإنّما هناك طلقاء في كل مكان وزمان يتقوّلون على الله ورسوله بما تمليه عليهم الأهواء وأصحاب المطامع.