فطرده ، وبقي يعيش حاقداً على الإسلام والمسلمين طيلة حياته حتى آلت الخلافة إلى ابن عمّه عثمان ، عند ذلك أظهر ما في نفسه من كفر ونفاق ، فقال : « تلقّفوها تلقّف الكرة يا بني أُمية ، فوالذي يحلف به أبو سفيان ليس هناك جنّة ولا نار » (١).
وأخرج ابن عساكر في تاريخه من الجزء السادس في صفحة ٤٠٧ عن أنس : أنّ أبا سفيان دخل على عثمان بعدما عمي فقال : هل هنا أحد؟ فقالوا : لا. فقال : اللّهم اجعل الأمر أمر جاهلية ، والملك ملك غاصبية ، واجعل أوتاد الأرض لبني أميّة (٢).
وأما ابنهُ معاوية وما أدراك ما معاوية ، فحدّث ولا حرج ، وما فعله بأُمّة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم طيلة ولايته في الشّام ، ثمّ بعد تسلّطه على الخلافة بالقهر والقوة ، وما ذكره المؤرّخون من هتكه للقرآن والسنّة ، وتعدّيه كلّ الحدود التي رسمتها الشريعة ، والأعمال التي يتنزّه القلم عن كتابتها ، واللّسان عن ذكرها لقُبحها وفحشها ، وقد ضربنا عنها صفحاً مُراعاةً لعواطف إخواننا من أهل السنّة والجماعة ، والذين أشربوا في قلوبهم حبّ معاوية والدفاع عنه.
ولكن لا يفوتنا أن نذكر هنا نفسيات الرجل ، وعقيدته في صاحب
____________
(١) تاريخ الطبري ٨ : ١٨٥ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٩ : ٥٣.
(٢) تاريخ دمشق ٢٣ : ٤٧١ ، وفي كتاب النزاع والتخاصم للمقريزي : ٣١ قال : « إنّ أبا سفيان دخل على عثمان رضي الله عنه حين صارت الخلافة إليه فقال : قد صارت إليك بعد تيم وعدي فادرها كالكرة ، واجعل أوتادها بني أُمية ، فإنّما هو الملك ، ولا أدري ما جنّة ولا نار ».