الرسالة ، فهي لا تبعد عن عقيدة أبيه ، وقد رضعها من حليب أُمّه آكلة الأكباد ، والمشهورة بالعهر والفجور (١) ، كما ورثها عن أبيه شيخ المنافقين
____________
(١) قال الزمخشري في ربيع الأبرار ٣ : ٥٥١ باب القرابات والنسب : « وكان معاوية يُعزى إلى أربعة ... » ، وقال السبط ابن الجوزي في التذكرة : ٢٠٢ : « إنّ معاوية كان يقال : إنّه من أربعة من قريش ... » ، وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١ : ١١١ : « كانت هند تُذكر في مكة بفجور وعهر ».
ومن هذا يتضح أنّ المؤلف لم يرمِ هند أُمّ معاوية زوراً وبهتاناً ، وإنمّا ذكر هذا الكلام ولديه دليله ، وهو ما ذكرته المصادر السنيّة المتقدّمة ، وسيرة هند معلومة لكلّ مسلم ، بل هي نارٌ على منار ، فهي التي لاكت كبد حمزة عمّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بعدما استشهد في معركة أُحد ، ولقّبت بآكلة الأكباد لأجل ذلك ، وبقي هذا اللقب يطاردها في كلّ مكان ، وهي التي ولدت معاوية الذي قاتل علياً عليهالسلام وسبّه على منابر المسلمين ، وهو والد يزيد الذي قتل ريحانة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم الحسين بن علي عليهماالسلام ، فالمدافع عنهم ما هو إلاّ مكمل لذلك الخطّ الأموي المعروف بالنصب والعداء والمعلوم لكلّ أحد حتى عند ابن تيمية المتعصّب ، ومن هذا تعرف أنّ ما ذكره عثمان الخميس في كشف الجاني : ١٢٩ ناشي من الجهل وعدم المعرفة بحال المسلمين وما دوّنوه في مصادرهم ، أو من التعصب الأعمى!
وقد ذكر هناك عدّة افتراءات على الشيعة كذباً وزوراً ، وهي مأخوذة من المصادر السنيّة وإليك بيانها; فقد ذكر هناك عدة نقاط فقال :
(١) « يروون عن علي بن أبي طالب أنّه كان ينام مع عائشة في فراش واحد ».
وهذا افتراء وبهتان تبرّأ منه الشيعة ، ويعجز عثمان وغيره عن إثبات ذلك ، بل الشيعة تنزّه علي بن أبي طالب وتنزّه عائشة من ذلك ، وهم أكثر من غيرهم دفاعاً عن أعراض الأنبياء عليهمالسلام ، وأنّ الذي رمى عائشة بالافك ما هم إلاّ الصحابة الذين يدافع عنهم عثمان وأمثاله ، ومن أُولئك الصحابة :
حسان بن ثابت فقد رمى عائشة بالافك وكانت تقرأ عليه قوله تعالى : ( اُوْلَئِكَ