الذي ما عرف الإسلام يوماً إلى قلبه سبيلا.
وكما عرفنا نفسية الأب ، فها هو الابن يعبّر بنفس التعبير ، ولكن على طريقته في الدّهاء والنّفاق.
فقد روى الزبير بن بكار ، عن مطوف بن المغيرة بن شعبة الثقفي قال :
____________
إمامهم ما هو أقبح من هذا ، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم » الأنوار النعمانية ١ : ٦٣.
(٣) « كان عثمان ممّن يلعب به ... » ، وهذا من خيانة النقل والتقول على الآخرين بما لم يذكروه ، فإنّ المؤلّف نقل هذا الكلام عن الكلبي في كتابه مثالب العرب ، فذكر فيه مثالب قريش ومنهم عثمان ( الصراط المستقيم ٢ : ٣٣٤ ).
ومسألة اللعب بعثمان لا كما فهمه عثمان الخميس حيث فسّر اللعب بما ذكره الطبرى في تاريخه : « قال علي : عياذ الله ياللمسلمين اني قعدت في بيتي قال لي عثمان : ( تركتني وقرابتي وحقي ) ، وأنّي إن تكلّمت فجاء ما يريد يلعب به مروان ، فصار سيّقه له يسوقه حيث شاء بعد كبر سنه .. » تاريخ الطبري ٣ : ٣٩٠.
فاللعب به : يعني عليه فيما يصدره ويفعله في خلافته من أوامر وأحكام وتصرّفات. وأمّا لفظ ( المخنث ) فلم يذكر في مصدر شيعي أو سنّي وهو من افتراءات عثمان الخميس وتقولاته الفاسدة.
وهذه الأُمور التي ذكرها عثمان والأُمور الأُخرى كلّها لا تؤمن بها الشيعة ولا تعتقد ، بها ، بل هي تنزّه ألسنتها عن نسبة التهم بالفحشاء إلى الآخرين ، مضافاً إلى أنّ ما ذكره من أمثلة كلّها واردة في كتب لا تعتّد الشيعة بمؤلّفيها أو بالكتاب الذي نقل هذه المسائل عن مصادر أهل السنّة.
وأمّا هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان فقد ذكرنا المصادر السنّية التي ذكرت هذا الأمر في حقّها ، وأمّا كلامها التي ردّت فيه على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بقولها : ( أو تزني الحرّة ) ، فهذا لا يدلّ على عدم ركوبها لهذا الفعل ، إذ كيف يستدلّ بكلامها على نفي الفعل عنها؟ إذ من الواضح أنّ الإنسان لا يفشي سرّه ولا يبيّنه للآخرين ، وهل يطلب عثمان الخميس من هند أن تقرّ بالزنا وتعترف به أمام الناس؟!.