بالفشل،لأنّ الله سبحانه لك بالمرصاد ، وهو القائل لرسوله : ( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) (١).
فلستَ أنت بقادر على دفن ذكره الذي رفعه ربّ العزّة والجلالة ، فكدْ كيدك ، واجمع جمعك ، فأنت غير قادر على إطفاء نور الله بفيك ، والله متمّ نوره رغم نفاقك ، فها قد مَلكْتَ الأرض شرقاً وغرباً ، وما إن هلكْتَ حتّى هلك ذكرك ، إلاّ أن يذكرك ذاكر بأفعالك الشنيعة التي أردْتَ بها هدم الإسلام ، كما جاء ذلك على لسان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢).
وبقي ذكر محمّد بن عبد الله بن هاشم عبر القرون والأجيال إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، كلّما ذكره ذاكر إلاّ صلّى عليه وعلى آله وسلّم رغم أنفك ، وأُنوف بني أُميّة الذين حاولوا بقيادتك وزعامتك القضاء عليهم وعلى فضائلهم ، فما زادهم ذلك إلاّ رفعة وسمّواً ، وسوف تلقون الله يوم القيامة غاضباً عليكم لما أحدثتموه في شريعته ، فيجزيكم بما تستحقّون.
وإذا ما أضفنا إلى هؤلاء فرخهم يزيد بن معاوية الماجن الفاسق ، شارب الخمور ، والمجاهر بالفسق والفجور ، فسوف نجده هو الآخر يحمل نفس العقيدة التي ورثها عن أبيه معاوية وجدّه أبي سفيان ، كما ورث عنهم الخسّة والدناءة ، وشرب الخمر ، ومعاقرة العاهرات ، ولعب القمار.
ولو لم يرث كلّ هذه الصفات البشعة لما أورثه أبوهُ معاوية الخلافة ، وسلّطه على رقاب المسلمين ، وكلّهم يعرفوه حقّ معرفته ، وفيهم فضلاء الصحابة كالحسين بن علي سيّد شباب أهل الجنة. ولا أشكّ في أنّ معاوية
____________
(١) الشرح : الآية ٤.
(٢) كتاب صفين : ٤٤.