قضى حياته ، وأنفق ماله الذي اكتسبه من حرام في سبيل القضاء على الإسلام والمسلمين الحقيقيين.
ولقد رأينا كيف كان يريد دفن ذكر محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وما قدر على ذلك ، فأشعلها حرباً على ابن عمّه علي وصىّ النّبي ، حتى إذا ما قضى عليه ووصل للخلافة بالقهر والغش والنفاق سنَّ سُنّته المشؤومة ، وأمر عمّاله في كلّ الأقطار بلعن علي وأهل البيت النّبوي على كلّ المنابر وفي كلّ صلاة ، وهو بذلك يريد سبّ ولعن رسول الله (١) ، ولما أعيته الحيل ، وأدركه الأجل ، ولم
____________
(١) أخرج ابن عبد ربّه في العقد الفريد ٥ : ١١٤ في أخبار معاوية ، قال : إن معاوية لعن علياً على المنبر وكتب إلى عمّاله أن يلعنوه على المنابر ففعلوا ، فكتبت أمّ سلمة زوج النبي صلىاللهعليهوآله إلى معاوية : إنّكم تلعنون اللّه ورسوله على منابركم. وذلك أنّكم تلعنون علي بن أبي طالب ومن أحبّه ، وأنا أشهد أنّ اللّه أحبّه ورسوله ، فلم يلتفت معاوية إلى كلامها. ( المؤلّف ).
وفي سنن ابن ماجة ١ : ٥٦ ، ح ١٢١ قال : « حدّثنا علي بن محمّد ، حدّثنا أبو معاوية ، حدّثنا موسى بن مسلم ، عن ابن سابط ـ وهو عبد الرحمن ـ عن سعد بن أبي وقّاص قال : لما قدم معاوية في بعض حجاته فدخل عليه ، فذكروا علياً ، فنال منه ، فغضب سعد وقال : تقول هذا لرجل سمعت رسول اللّه ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : « من كنت مولاه فعلي مولاه » ، وسمعته يقول : « أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي » ، وسمعته يقول : « لأعطين الراية اليوم رجلا يحب اللّه ورسوله ». وصحح الحديث الشيخ الألباني في صحيح سنن ابن ماجة ١ : ٧٢ ح ١٢٠ ، وعلّق عليه بقول : « قوله : فنال منه ، أي نال معاوية من علي وتكلّم فيه ».
وفي عون المعبود بشرح سنن أبي داود ١٢ : ٣١٢ ح ٤٦٣٦ : « حدّثنا ابن العلاء عن ابن ادريس ، أنبأنا حصين عن هلال بن يساف .. عن عبد اللّه بن ظالم