يصل إلى مأربه ، إنتدب ابنه وولاّه على الأُمة ليواصل ذلك المخطط الذي رسمه هو وأبوه أبو سفيان ، ألا وهو القضاء على الإسلام وإعادة الأمر إلى الجاهلية.
فاستلم ذلك الماجن الفاسق الخلافة ، وشمّر سواعده للقضاء على الإسلام حسب رغبة أبيه ، فبدأ باستباحة مدينة الرسُول صلىاللهعليهوآلهوسلم لجيشه الكافر ، ففعل فيها ما فعل طيلة ثلاثة أيّام ، وقتل فيها عشرة آلاف من خيرة الصحابة ، بعد أن قتل سيّد شباب أهل الجنة وريحانة النبىّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وكلّ أهل البيت النّبوي ، وهم أقمار الأمّة ، حتّى أخذت حرائر أهل البيت سبايا ،
____________
المازني قال : ذكر سفيان رجلا فيما بينه وبين عبد اللّه بن ظالم المازني قال : سمعت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال : لمّا قدم فلان إلى الكوفة أقام فلان خطيباً ، فأخذ بيدي سعيد بن زيد فقال : ألا ترى إلى هذا الظالم ، فاشهد على التسعة أنّهم في الجنّة .. ».
قال العظيم آبادي في شرح الحديث : ( لمّا قدم فلان إلى الكوفة أقام فلان خطيباً ) ، قال في فتح الودود : « ولقد أحسن أبو داوود في الكناية عن اسم معاوية والمغيرة بفلان ستراً عليهما في مثل هذا المحل .. قال بعض العلماء : كان في الخطبة تعريضاً بسبّ علي ( رضي الله عنه ) .. » ).
وقد صحّح الحديث الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود ٣ : ١٣٠ ح ٤٦٤٨ ، وفي صحيحته ٢ : ٥٣١ ح ٨٧٥.
فمعاوية مؤسّس الدولة الأموية من أوّل يوم لدولته وتشكيلته الحكومية باشر هذا الفعل ، وهو سبّ علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وإخفاء فضائل أهل البيت عليهمالسلام ، وإعطاء الأموال لإضفاء فضائل مزيفة له ، والتحديث بتنقيص علي وآل علي ، وهذا أمرٌ واضح من سيرة معاوية ، ومن سيرة ولاته الذين نصبهم على البلاد والعباد ، ومن يدافع عن بني أُمية ومعاوية ما هو إلاّ متبع لهوىً أو متعصب لدين الأجداد والآباء.