عليكم » (١) فلا يحرّك منهم أحدٌ ساكناً ولا يعارضوه ، بل يَجْرُوا في ركابه حتى يسمّوا ذلك العام الذي استولى فيه معاوية على الخلافة بعام الجماعة ، في حين أنّه كان بحقّ عام الفرقة.
ثمّ نراهم بعد ذلك يقبلون منه أن يولّي عليهم ابنه الفاسق يزيد المعروف لديهم جميعاً ، فلا يثورون ولا يتحرّكون إلاّ ما كان من بعض الصلحاء الذين قتلهم يزيد في وقعة الحرّة ، وأخذ ممّن بقي منهم البيعة على أنّهم له عبيد ، فكيف لنا تفسير كلّ ذلك؟! على أننا نجدُ بعد ذلك أنّه وصل للخلافة باسم إمارة المؤمنين الفسّاق من بني أميّة كالوزغ مروان بن الحكم ، والوليد بن عقبة وغيرهم.
ووصل الأمر بأمراء المؤمنين أن يستبيحوا مدينة رسول الله ، ويفعلوا فيها الأفاعيل ، وتُهتكُ فيها الحرمات ، بل ويحرقوا بيت الله الحرام ، ويقتلوا في الحرم خيار الصحابة!! ووصل الأمر بأمراء المؤمنين أن يسفكوا دماء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وذلك بقتلهم ريحانة رسول الله وذريته ، ويستبيحوا سبي بناته ، فلا يحرّك أحدٌ من الأُمة ساكناً ، ولا يجد سيّد شباب أهل الجنة ناصراً!!
ووصل الأمر بأُمراء المؤمنين أن يمزّقوا كتاب الله ، ويقولون له :
إذا لقيت ربّك يوم حشر |
|
فقل يا رب مزّقني الوليد |
كما فعل الوليد الأموي.
ووصل الأمر بأمراء المؤمنين أن يلعنوا على المنابر علي بن أبي
____________
(١) راجع : تاريخ دمشق ٥٩ : ١٥٠ ، سير أعلام النبلاء ٣ : ١٤٧ ، البداية والنهاية ٨ : ١٤٠.