معنا وقال : أتدرون لما شيعتكم؟ قالوا : تكرمة لنا ، قال : ومع ذلك إنّكم تأتون أهل قرية لهم دويّ بالقرآن كدويّ النّحل ، فلا تصدّوهم بالأحاديث فتشغلوهم ، جوّدوا القرآن ، وأقلّوا الرواية عن رسول الله ، وأنا شريككم.
يقول هذا الراوي : فلم أنقل حديثاً قط بعد كلام عمر ، ولمّا قدم العراق هرع النّاس إليه يسألونه عن الحديث ، فقال لهم قرظة : نهانا عن ذلك عمر (١).
كما أنّ عبد الرحمن بن عوف قال بأنّ عمر بن الخطّاب جمع الصّحابة من الآفاق لمنعهم من التحدّث بأحاديث رسول الله في النّاس وقال لهم : أقيموا عندي ولا تفارقوني ما عشتُ ، فما فارقوه حتى مات (٢).
كما يذكر الخطيب البغدادي والذهبي في تذكرة الحفاظ بأنّ عمر بن الخطّاب حبس في المدينة ثلاثة من الصّحابة ، وهم أبو الدرداء ، وابن مسعود ، وأبو مسعود الأنصاري بذنب الإكثار من نقل الحديث (٣). كما أنّ عمر أمر الصّحابة أن يحضروا ما في أيديهم من كتب الحديث ، فظنّوا أنّه يريد أن يُقوّمها على أمر لا يكون فيه اختلاف ، فأتوه بكتبهم فأحرقها كلّها في النّار (٤).
ثمّ أتى بعده عثمان فواصل المشوار ، وأعلن للنّاس كافة أنّه « لا يحل
____________
(١) راجع : السنن لابن ماجة ١ : ١٢ ، المعجم الأوسط ٦ : ١٦٤ ، تذكرة الحفاظ للذهبي ١ : ٧ ، المستدرك للحاكم ١ : ٢٠٣ كتاب العلم ، بألفاظ مختلفة ، ووافقه الذهبي في تلخيص المستدرك.
(٢) تاريخ دمشق ٤٠ : ٥٠٠ ، كنز العمال ١٠ : ٢٩٣ ح ٢٩٤٧٩.
(٣) تذكرة الحفاظ ١ : ١٢.
(٤) تقييد العلم : ٥٢ ، القسم الثاني ، باختلاف.